وبعد «ما» المصدرية كقوله [من الطويل] :
٢٧ ـ ورجّ الفتى للخير ما إن رأيته |
|
على السّنّ خيرا لا يزال يزيد |
وبعد «ألا» الاستفتاحيّة كقوله [من الطويل] :
٢٨ ـ ألا إن سرى ليلي فبتّ كثيبا |
|
أحاذر أن تنأى النّوى بغضوبا |
وقبل مدّة الإنكار ،
______________________________________________________
تعرض كأنه من الاعتراض يقال : عرضت له القول بفتح الراء وكسرها ، فعلى الثاني تعرض بفتح الراء ، ويحتمل أن يكون تعرض بمعنى تظهر ، يقال : عرض له أمر كذا أي : ظهر ، وأدناه أقربه ، والخطوب جمع خطب بفتح الخاء المعجمة ، وهو سبب الأمر يقال : ما خطبك؟ أي ما سبب أمرك الذي أنت عليه؟ وغلب استعمال الخطوب في الأمور الشاقة الصعبة (وبعد ما المصدرية كقوله :
ورجّ الفتى للخير ما إن رأيته |
|
على السّن خيرا لا يزال يزيد) (١) |
الفتى الشاب يقال : فتي بكسر التاء يفتي فتاء بالمد فهو فتى بالقصر ، والسن العمر وهنا مضاف محذوف أي : على زيادة السن وخبرا مفعول يزيد ، قلت : ولا يتعين البيت شاهدا لما ذكر لاحتمال أن تكون ما زائدة وإن شرطية (وبعد إلا الاستفتاحية كقوله :
ألا إن سرى ليلي فبت كئيبا |
|
أحاذر أن تنأى النوى بغضوبا) (٢) |
سرى بمعنى سار وإسناده إلى الليل مجاز والكئيب المسيء الحال ، يقال : كئب الرجل يكأب كأبة على زنة تمرة وكآبة على زنة كمالة ، وتنأى تبعد ، والنوى الوجه الذي ينويه المسافر من قرب أو بعد ، وهي مؤنثة لا غير كذا في «الصحاح» وغضوب اسم امرأة بغين وضاد معجمتين.
(و) تزاد إن أيضا (قبل مدة الإنكار) وهي مدة تلحق آخر المذكور في الاستفهام بالألف خاصة إذا قصدت إنكار اعتقاد كون المذكور على ما ذكر ، أو إنكار كونه بخلاف ما ذكر كما تقول : جاءني زيد فيقول : من يقصد إنكار مجيئه لك أزيد إنيه أي : كيف يجيئك؟ فهذه العلامة لبيان أنه لا يعتقد أنه جاءك ، أو يقول ذلك من لا يشك في أن زيدا جاءك ، ويستنكر أن لا يجيئك فكأنه يقول : من يشك في هذا وكيف لا يجيئك.
__________________
(١) البيت من البحر الطويل ، وهو للمعلوط القريعي في شرح التصريح ١ / ١٨٩ ، ولسان العرب ١٣ / ٣٥ (أنن).
(٢) البيت من البحر الطويل ، وهو بلا نسبة في الجنى الداني ص ٢١١ ، وخزانة الأدب ٨ / ٤٤٣.