وليس القولان بشيء. واختار ابن الشّجري أنها تقع زائدة بعد «بينا» و «بينما» خاصة ، قال : لأنك إذا قلت : «بينما أنا جالس إذ جاء زيد» فقدّرتها غير زائدة أعملت فيها الخبر ، وهي مضافة إلى جملة «جاء زيد» ، وهذا الفعل هو الناصب لـ «بين» ، فيعمل المضاف إليه فيما قبل المضاف ، اه.
وقد مضى كلام النحويين في توجيه ذلك ، وعلى القول بالتحقيق في الآية ، فالجملة معترضة بين الفعل والفاعل.
مسألة ـ تلزم «إذ» الإضافة إلى جملة ، إما اسميّة ، نحو : (وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ) [الأنفال : ٢٦] ، أو فعلية فعلها ماض لفظا ومعنى ، نحو : (وَإِذْ قالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ)
______________________________________________________
في (وَإِذْ قالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ) لا يتأتى بوجه (وليس القولان) المذكوران وهما القول بالزيادة والقول بالتحقيق (بشيء) ؛ لأنه إخراج للكلمة عن موضعها المعروف بغير ثبت ، (واختار) من الاختيار وفي بعض النسخ وأجاز من الإجازة (ابن الشجري أنها تقع زائدة بعد بينا وبينما خاصة ، قال : لأنك إذا قلت : بينما أنا جالس إذ جاء زيد وقدرتها غير زائدة أعملت فيها الخبر) وهو جالس ، (وهي مضافة إلى جملة جاء زيد وهذا الفعل) وهو جاء ، (هو الناصب لبين فيعمل المضاف إليه) أي جزء المضاف إليه ، فإن المضاف إليه هو جملة جاء زيد والعامل جاء وهو جزؤها ، (فيما قبل المضاف) وهو محذور (انتهى) كلام ابن الشجري ، (وقد مضى كلام النحويين في توجيه ذلك) بما يكون التركيب معه صحيحا جاريا على القواعد بدون دعوى الزيادة فلا داعي إذا إليها.
(و) إذا بنينا (على القول بالتحقيق في الآية) التي هي قوله تعالى : (وَلَنْ يَنْفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذْ ظَلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِي الْعَذابِ مُشْتَرِكُونَ) (٣٩) [الزخرف : ٣٩] (فالجملة) التي هي إذ ظلمتم (معترضة بين الفعل) وهو ينفع (والفاعل) وهو أنكم في العذاب مشتركون.
(مسألة : تلزم إذ الإضافة) بالنصب على المفعولية فإذ فاعل ، وبالرفع على الفاعلية فإذ مفعول أي : تلزمها الإضافة (إلى جملة) إما (اسمية نحو : (وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ) [الأنفال : ٢٦]) ، لكنهم نصوا على استقباح أن يليها اسم بعده فعل ماض نحو جئت إذ زيد قام ؛ لأن الخبر من مظان الاسم ، أو مضارعه إلا إذا دعت ضرورة إلى العدول ولا ضرورة هنا ، فلذلك حسن إذ زيد قائم وإذ زيد يقوم كما حسن زيد قائم وزيد يقوم بدون إذ ، ولم يحسن إذ زيد قام كما حسن زيد قام بدون إذ ؛ لأن الغرض هناك بيان مضي الفعل وهو هنا مستفاد من إذ.
(أو فعلية فعلها ماض لفظا ومعنى نحو (وَإِذْ قالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ)) ، ونحو : (وَإِذِ ابْتَلى