يعمل في المضاف ولا فيما قبله ؛ وإنما عاملها محذوف يدلّ عليه الكلام ، و «إذ» بدل منهما ، وقيل : العامل ما يلي «بين» بناء على أنها مكفوفة عن الإضافة إليه كما يعمل تالي اسم الشرط فيه ، وقيل : «بين» خبر لمحذوف ، وتقدير قولك : «بينما أنا قائم إذ جاء زيد» بين أوقات قيامي مجيء زيد ؛ ثم حذف المبتدأ مدلولا عليه بـ «جاء زيد» ؛ وقيل : مبتدأ ، و «إذ» خبره ، والمعنى : حين أنا قائم حين جاء زيد.
وذكر لـ «إذ» معنيان آخران ، أحدهما : التوكيد ، وذلك بأن تحمل على الزيادة ، قاله أبو عبيدة ، وتبعه ابن قتيبة ، وحملا عليه آيات منها : (وَإِذْ قالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ) [البقرة : ٣٠] وغيرها ؛ والثاني : التحقيق كـ «قد» وحملت عليه الآية ،
______________________________________________________
(وإنما عاملها محذوف يدل عليه الكلام ، وإذا بدل منهما) أي : من بينا أو بينما فالتقدير في ذلك المثال وافقت مجيء زيد بين أوقات قيامي زمان مجيئه.
(وقيل : العامل ما يلي بين بناء على أنها مكفوفة عن الإضافة إليه) فلا يمتنع عمله فيها ، وهذا ظاهر في أن العامل المذكور غير عامل في إذ ، فانظر عاملها عند صاحب هذا القول ما هو (كما يعمل تالي اسم الشرط فيه) ، نحو قولك : أيا تضرب أضرب.
(وقيل : بين خبر لمحذوف ، وتقدير قولك : بينما أنا قائم إذ جاء عمرو : بين أوقات قيامي مجيء عمرو ، ثم حذف المبتدأ) وهو مجيء عمرو المخبر عنه ببين أوقات قيامي (مدلولا عليه بجاء عمرو) وكأن إذ عند هذا القائل إما حرف زائد أو للمفاجأة.
(وقيل :) بين (مبتدأ وإذ خبره ، والمعنى : حين أنا قائم حين جاء عمرو) فأخرج كل من بين وإذ عن الظرفية ، وهذا ليس شيئا من تلك الأقوال الأربعة التي حكاها المصنف في إذا الفجائية.
(وذكر لإذ) لا بقيد كونها للمفاجأة (معنيان آخران :
أحدهما التوكيد وذلك بأن تحمل على الزيادة قاله أبو عبيدة) بالتصغير وها التأنيث (وتبعه ابن قتيبة ، وحملا عليه آيات منها : (وَإِذْ قالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ) [البقرة : ٣٠].
والثاني التحقيق كقد) والظاهر أنها حرف على كل من هذين القولين (وحملت عليه) أي : على التحقيق (الآية) المتقدمة ، وهي قوله تعالى : (وَلَنْ يَنْفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذْ ظَلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِي الْعَذابِ مُشْتَرِكُونَ) (٣٩) [الزخرف : ٣٩] وإنما حملناه على ذلك ولم نحمله على أن المراد بالآية قوله تعالى : (وَإِذْ قالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ) [البقرة : ٣٠] ؛ لأنه سيقول ، وعلى القول بالتحقيق في الآية فالجملة معترضة بين الفعل والفاعل ، وهذا محقق في آية الزخرف ؛ لأن إذ ظلمتم على القول بأن إذ فيه للتحقيق جملة معترضة بين الفعل ، وهو ينفع ، وفاعله وهو أنكم في العذاب مشتركون ، ومثل هذا