وظرف زمان عند الزجّاج. واختار الأول ابن مالك ، والثاني ابن عصفور ، والثالث الزمخشريّ ، وزعم أن عاملها فعل مقدّر مشتق من لفظ المفاجأة. قال في قوله تعالى : (ثُمَّ إِذا دَعاكُمْ دَعْوَةً) [طه : ٢٠] الآية : إن التقدير إذا دعاكم فاجأتم الخروج في ذلك الوقت ، ولا يعرف هذا لغيره ،
______________________________________________________
ذهبت إليه لا يطرد في جميع مواضع إذا الفجائية إذ لا معنى لقولك فبالمكان السبع بالباب ، قلت : وفيه نظر لإمكان كون بالباب بدلا من بالمكان.
(وظرف زمان عند الزجاج) والرياشي ونسب أيضا إلى المبرد وهو ظاهر كلام سيبويه.
(واختار الأول) وهو كونها حرفا (ابن مالك والثاني) وهو كونها ظرف مكان (ابن عصفور ، والثالث) وهو كونها ظرف زمان (الزمخشري) وابن طاهر وابن خروف (وزعم) الزمخشري (أن عاملها فعل مقدر مشتق من لفظ المفاجأة ، قال في قوله تعالى) في سورة الروم ((إِذا دَعاكُمْ) الآية) وهي (ثُمَّ إِذا دَعاكُمْ دَعْوَةً مِنَ الْأَرْضِ إِذا أَنْتُمْ تَخْرُجُونَ) [الروم : ٢٥] (التقدير : ثم إذا دعاكم فاجأتم الخروج في ذلك الوقت ولا يعرف هذا لغيره) وهذا لا يضره إذا كان المعنى معه صحيحا ولم يخرج عن قواعد العربية ، ووقع في كلام ابن الحاجب رحمهالله أن التقدير في نحو خرجت فإذا السبع بالباب : خرجت ففاجأت وقت وجود السبع بالباب فهذا فيه تقدير العامل فعلا من المفاجأة ، لكن ظاهره أنه أخرج إذا عن الظرفية بجعله إياها مفعولا للفعل من فاجأت ، ويحتمل أن يكون مراده : ففاجأت السبع وقت وجوده بالباب ، فتكون ظرفية كما يقوله الزمخشري ثم لم أر في الكشاف في الكلام على هذه الآية في سورة الروم شيئا مما ذكره المصنف ، والذي رأيته فيه في هذا المحل نصه.
فإن قلت ما الفرق بين إذا وإذا قلت الأولى للشرط والثانية للمفاجأة ، وهي تنوب مناب الفاء في جواب الشرط اه ، ولكنه قال قبل ذلك عند قوله تعالى : (إِذا أَنْتُمْ بَشَرٌ تَنْتَشِرُونَ) [الروم : ٢٠] وإذا للمفاجأة أي : ثم فاجأتم وقت كونكم بشرا منتشرين في الأرض ، وظاهر هذا أنه أخرجها عن الظرفية وجعلها اسم زمان مجردا عنها مضافا للاسمية الواقعة بعدها. كما فعله ابن الحاجب في ظاهر ما حكيناه عنه ، ووقع للزمخشري في سورة يونس في قوله تعالى : (وَإِذا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً مِنْ بَعْدِ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُمْ إِذا لَهُمْ مَكْرٌ فِي آياتِنا) [] ما نصه : وإذا الأولى للشرط والأخيرة جوابها وهي للمفاجأة ، ثم قال بعد كلام : وإذا رحمناهم من بعد ضراء فاجؤوا وقوع المكر منهم ، وسارعوا إليه فهذا التقدير يضاهي التقدير الذي حكاه المصنف عنه في آية الروم ، على أنه يمكن أن يقال ما ذكره عنه المصنف هناك على تقدير صحته لا يقتضي إعمال فعل المفاجأة في إذا الفجائية ، بل يقال : هو عامل في إذا الشرطية على مذهب الأكثرين في أن عاملها ما في الجواب من فعل أو