وإنما ناصبها عندهم الخبر المذكور في نحو : «خرجت فإذا زيد جالس» ، أو المقدر في نحو : «فإذا الأسد» أي : حاضر ، وإذا قدّرت أنها الخبر فعاملها «مستقرّ» أو «استقرّ».
ولم يقع الخبر معها في التنزيل إلا مصرّحا به ، نحو : (فَإِذا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعى) [طه : ٢٠] ، (فَإِذا هِيَ شاخِصَةٌ) [الأنبياء : ٩٧] ، (فَإِذا هُمْ خامِدُونَ) [يس : ٣٩] ، (فَإِذا هِيَ بَيْضاءُ) [الأعراف : ١٠٨] ، (فَإِذا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ) (١٤) [النازعات : ١٤].
وإذا قيل : «خرجت فإذا الأسد» صحّ كونها عند المبرّد خبرا ، أي فبالحضرة الأسد ، ولم يصحّ عند الزجاج ، لأن الزمان لا يخبر به عن الجثة ، ولا عند الأخفش لأن الحرف لا يخبر به ولا عنه. فإن قلت : «فإذا القتال» صحّت خبريّتها عند غير الأخفش.
وتقول : «خرجت فإذا زيد جالس» أو «جالسا»
______________________________________________________
شبهه ، وأما إذا الفجائية فعاملها الخبر وهو يخرجون في آية الروم ، فيكون قوله في ذلك الوقت عبارة عن معنى إذا للمفاجأة ، وهو معمول للخروج الذي قدره حيث قال : فاجأتم الخروج في ذلك الوقت ، وقال في تفسير قوله تعالى في سورة طه : (فَإِذا حِبالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّها تَسْعى) ما نصه : يقال في إذا هذه إذا المفاجأة ، والتحقيق فيها أنها إذا الكائنة بمعنى الوقت الطالبة ناصبا لها ، وجملة تضاف إليها خصت في بعض المواضع بأن يكون ناصبها فعلا مخصوصا وهو فعل المفاجأة ، والجملة ابتدائية لا غير فتقدير قوله تعالى : (فَإِذا حِبالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ) ففاجأ موسى وقت تخييلهم سعي حبالهم وعصيهم اه. وظاهر هذا أنها ليست ظرفية (وإنما ناصبها عندهم الخبر المذكور في نحو خرجت فإذا زيد جالس ، أو المقدر في نحو فإذا الأسد أي : حاضر وإن قدرت أنها الخبر) في نحو فإذا الأسد وقدرت ظرف مكان بلا حذف من المبتدأ ، أو ظرف زمان مع الحذف منه أي : حضور الأسد (فعاملها مستقر أو استقر ، ولم يقع الخبر معها في التنزيل إلا مصرحا نحو (فَإِذا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعى) [طه : ٢٠] (فَإِذا هُمْ خامِدُونَ) [يس : ٣٩] (فَإِذا هِيَ بَيْضاءُ) [الأعراف : ١٠٨] (فَإِذا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ) (١٤) [النازعات : ١٤]) وإذا قيل خرجت فإذا الأسد صح كونها عند المبرد خبرا أي فبالحضرة الأسد ، ولم يصح عند الزجاج ؛ لأن الزمان لا يخبر به عن الجثة بلا تأويل (ولا عند الأخفش لأن الحرف لا يخبر به ولا عنه ، فإن قلت : فإذا القتال) حيث تجعل المبتدأ اسم معنى لا اسم عين (صحت خبريتها عند غير الأخفش) ؛ لأن الظرف يقع خبرا لاسم المعنى زمانيا كان أو مكانيا ، وأما الأخفش فتمتنع الخبرية عنده لما مر من أنه يراها حرفا ، والحرف لا يخبر به ولا عنه (وتقول خرجت فإذا زيد جالس) بالرفع (أو جالسا) بالنصب ، ومنه الحديث الواقع في بدء الوحي «فإذا الملك الذي جاءني بحراء جالس على كرسي بين السماء