وربّما نصبوا للحال بعد إذا ، |
|
وربّما رفعوا من بعدها ، ربما |
فإن توالى ضميران اكتسى بهما |
|
وجه الحقيقة من إشكاله غمما |
لذاك أعيت على الأفهام مسألة |
|
أهدت إلى سيبويه الحتف والغمما |
قد كانت العقرب العوجاء أحسبها |
|
قدما أشدّ من الزّنبور وقع حما |
وفي الجواب عليها هل «إذا هو هي» |
|
أو هل «إذا هو إيّاها» قد اختصما |
______________________________________________________
(وربما نصبوا بالحال بعد إذا |
|
وبعد ما رفعوا من بعدها ربما) |
يحتمل أن تكون الباء من قوله بالحال للسببية أي : نصبوا الواقع بعدها بسبب إرادة الحال ، أو تكون بمعنى على أي : نصبوا على الحال ، وقد تكلم المصنف على معنى قوله وبعد ما رفعوا من بعدها ، وفي بعض النسخ وربما رفعوا من بعدها ربما ، والمعنى أنهم قد ينصبون ما بعد إذا قليلا ويرفعونه كثيرا فتكون ربما الأولى للتقليل والثانية للتكثير.
(فإن توالى ضميران اكتسى بهما |
|
وجه الحقيقة من إشكاله غمما) |
يريد بالحقيقة المراد من اللفظ ، والغمم بفتح الغين المعجمة والميم سيلان الشعر حتى تضيق الجبهة والقفا ، وتشبيه وجه المراد بالشيء المحتجب تحت الساتر استعارة بالكناية ، وإثبات الساتر له وهو الغمم استعارة تخييلية ، واكتسي ترشيح أو تشبيه ، المراد : بالشكل الحسن استعارة بالكناية ، وإثبات الوجه له استعارة تخييلية ، والغمم ترشيح وكذا اكتسى.
(لذاك أعيت على الأفهام مسألة |
|
أهدت إلى سيبويه الحتف والغمما) |
أعيت صعبت والحتف الموت والغمم جمع غمة ، وهي الكربة واستعار الإهداء الذي هو الاتحاف بما يقتضي سرور المهدى إليه لما هو ضد ذلك على سبيل التلميح ، ولا يخفى أن بين قافيتي هذين البيتين الجناس المحرف.
(وفي الجواب عليها هل إذا هو هي |
|
أو هل إذا هو إياها قد اختصما) |
عليها إما لغو ومتعلق بالجواب وعلى بمعنى عن ، فأما مستقر في محل نصب على الحال ، وعلى بمعناها المعروف والمعنى بحسب القرينة ، وأراد عليها وتسكين ياء هي للضرورة ، واختصم إما مبني للمفعول فالنائب عن الفاعل ضمير مختص ، أي : الاختصام المعروف ولا يجوز أن يكون النائب الجار والمجرور المتقدم ؛ لامتناع تقديم النائب على رافعه كالفاعل ، وإما مبني للمعلوم ، والألف فاعل ضمير الاثنين يعود على سيبويه والكسائي ، لتبادر الذهن إليهما عند ذكر هذه المسألة لشهرة اختصامهما فيها.