والعرب قد تحذف الأخبار بعد إذا ، |
|
إذا عنت فجأة الأمر الّذي دهما |
______________________________________________________
ثم الدعا لأمير المؤمنين أبي |
|
عبد الإله الذي فاق الحيا كرما |
خليفة خلفت أنوار غرته |
|
شمس الضحى ونداه يخلف الديما |
سالت فواضله للمقتفي نعما |
|
صالت نواصله بالمعتدي نقما |
ومنها :
يا أيها الملك المنصور ملكك قد |
|
شب الزمان به من بعد ما هرما |
فلو رأى من مضى أدنى مكارمكم |
|
لم يذكروا بالندى معنا ولا هرما |
إن الليالي والأيام مذ خدمت |
|
بالسعد ملكك أضحت أعبدا وأما |
ومنها :
أما على أثر حمد الله ثم على |
|
أثر الصلاة على من بلغ الحكما |
وما تلا ذاك من وصل الدعاء ومن |
|
نشر الثناء على من أسبغ النعما |
فاسمع لنظم بديع قد هدت فكري |
|
له سعادة ملك أجزل القسما |
حديقة تبهج الأحداق إن سطرت |
|
من نحوها ناسم للنحو قد نسما |
فاسمع إلى القول في طرق الكلام وما |
|
علم اللسان به قد حد أو رسما |
النحو علم بأحكام الكلام وما |
|
من التغايير يعدو اللفظ والكلما |
وللكلام كمال في حقيقته |
|
فإن ترد حده فاسمعه منتظما |
إن الكلام هو القول الذي حصلت |
|
به الإفادة لما تم والتأما |
ومر الناظم في الغرض الذي أراده إلى أن قال حاكيا تلك الواقعة والمسألة كما حكى المصنف :
(والعرب قد تحذف الأخبار بعد إذا |
|
إذا عنت فجأة الأمر الذي دهما) |
ونحن نذكر ما يحتاج إليه من الكلام على ألفاظ هذه الأبيات خارجا عما ذكر في المتن ، فنقول : العرب بضم العين وسكون الراء كالعرب بفتحهما خلاف العجم ، وهم سكان الأمصار ، والأعراب سكان البادية منهم ، وعنت أرادت وقصدت ، والفجأة على وزن الرحمة مصدر فجئه الأمر ، وفجأه إذا أتاه بغتة وكذا الفجاءة بضم الفاء وهمزة بعد الألف ، ودهم بكسر الهاء جاء بغتة.