والثانية متعدّية لاثنين كقوله تعالى : (وَكَفَى اللهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتالَ) [الأحزاب : ٢٥] ، (فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللهُ) [البقرة : ١٣٧]. ووقع في شعر المتنبي زيادة الباء في فاعل «كفى» المتعدّية لواحد ، قال [من الطويل] :
١٥٣ ـ كفى ثعلا فخرا بأنّك منهم |
|
ودهر لأن أمسيت من أهله أهل |
ولم أر من انتقد عليه ذلك ؛ فهذا إما لسهو عن شرط الزيادة ، أو لجعلهم هذه الزيادة من قبيل الضرورة كما سيأتي ، أو لتقدير الفاعل غير مجرور بالباء ، و «ثعل» : رهط الممدوح وهم بطن من طيىء وصرفه للضرورة إذ فيه العدل والعلميّة كـ «عمر» ؛ و «دهر» : مرفوع عند ابن جنّي بتقدير : وليفخر دهر ؛ و «أهل» : صفة له بمعنى «مستحق» ؛ واللام متعلقة بـ «أهل» ؛ وجوّز ابن الشجري في «دهر» ثلاثة أوجه :
______________________________________________________
أي : قليل منك يجزيني ويغنيني.
(والثانية) وهي التي بمعنى وقى (متعدية لاثنين) كما أن وقي كذلك تقول : وقيته الشر أي منعته إياه كقوله تعالى : (وَكَفَى اللهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتالَ) [الأحزاب : ٢٥] وقوله تعالى : ((فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللهُ) [البقرة : ١٣٧] ووقع في شعر المتنبي زيادة الباء في فاعل كفى المتعدية لواحد قال :
كفى ثعلا فخرا بأنك منهم |
|
ودهر لأن أمسيت من أهله أهل) (١) |
أي : أجزأ ثعلا فخرا كونك منهم وأغناهم ذلك (ولم أر من انتقد عليه ذلك فهذا) أي : الذي فعلوه من ترك الانتقاد عليه (إما لسهو عن شرط الزيادة) للباء في فاعل كفى ، وهذا يقتضي أنها لا تزاد فيه إلا إذا كان قاصرا ، وفيه نظر وظاهر كلام ابن عصفور أنه متعد حيث قال في «المقرب» والباء تكون زائدة في خبر ما وليس وفي فاعل كفى (أو لجعلهم هذه الزيادة من قبيل الضرورة كما سيأتي ، أو لتقدير الفاعل غير مجرور بالباء وثعل رهط الممدوح) أي : قومه وقبيلته (وهم بطن من طيء) بياء مشددة مكسورة بعد الطاء المهملة المفتوحة ، وهمزة في الآخر (وصرفه للضرورة ، إذ فيه العدل والعلمية كعمر) وإذ يصح أن يكون متعلقا بالفعل المقيد بالعلة المذكورة ، ويحتمل تعلقه بمحذوف أي : وهو ممنوع من الصرف ، وفي «المحكم» خلاف ما قاله المصنف قال فيه : وبنو ثعل بطن وليس بمعدول إذ لو كان كذلك لم يصرف (ودهر مرفوع عند ابن جني بتقدير وليفخر دهر ، وأهل صفة له بمعنى مستحق واللام متعلقة بأهل) لما فيه من معنى الوصفية (وجوز ابن الشجري في دهر ثلاثة أوجه :
__________________
(١) البيت من البحر الطويل ، وهو للمتنبي في ديوانه ٣ / ٣٠٧ ، وبلا نسبة في تاج العروس (الباء).