وقد زيدت في مفعول «كفى» المتعدّية لواحد ، ومنه الحديث «كفى بالمرء إثما أن يحدّث بكل ما سمع».
وقوله [من الكامل] :
١٥٨ ـ فكفى بنا فضلا على من غيرنا |
|
حبّ النّبيّ محمّد إيّانا |
وقيل : إنها هي في البيت زائدة في الفاعل ، و «حب» : بدل اشتمال على المحلّ ، وقال المتنبي [من البسيط] :
١٥٩ ـ كفى بجسمي نحولا أنّني رجل |
|
لو لا مخاطبتي إيّاك لم ترني |
______________________________________________________
ففي البيت زيادة ونقص باعتبار الباء والمضاف ، وفي شرح «الحاجبية» للرضي أن الباء تزاد قياسا في مفعول علمت وعرفت وجهلت وسمعت وسقيت وأحسست ، فجعلها قياسا فيما ادعى المصنف فيه القلة بالنسبة إلى سقيت (وقد زيدت في مفعول كفى المتعدية لواحد ومنه الحديث (كفى بالمرء إثما أن يحدث بكل ما سمع» (١) وقوله) بالرفع عطفا على المبتدأ المتقدم وهو الحديث.
(فكفى بنا فضلا على من غيرنا |
|
حب النبي محمد إيانا) (٢) |
أي : فكفانا بمعنى أجزأنا وأغنانا ومن إما موصوفة نحو مررت بمن معجب لك ، والمعنى في البيت على فريق غيرنا وإما زائدة على رأي من جوزه (وقيل : إنما هي) أي : الباء (في البيت زائدة في الفاعل وحب بدل اشتمال على المحل) نقل هذا القول ابن قاسم عن ابن أبي العافية (وقال) أبو الطيب (المتنبي :
كفى بجسمي نحولا أنني رجل |
|
لو لا مخاطبتي إياك لم ترني) (٣) |
فزاد الباء في مفعول كفى المتعدية إلى واحد ، والنحول بضم النون والحاء المهملة الهزال ، وأتى بضمير الحضور في صفة رجل مع أن طريقه الغيبة ؛ إذ هو اسم ظاهر لكونه مسندا إلى ضمير الحاضر من قوله إنني ومثله يجوز فيه الأمران ، نظرا إلى المخبر عنه وإلى الخبر تقول : أنا رجل قمت وأنا رجل قام.
__________________
(١) أخرجه أبو داود ، كتاب الأدب ، باب في التشديد في الكذب (٤٩٩٢) ، ونحو مسلم ، كتاب المقدمة باب النهي عن الحديث بكل ما سمع (٥).
(٢) البيت من البحر الكامل ، وهو لكعب بن مالك في ديوانه ص ٢٨٩ ، وخزانة الأدب ٦ / ١٢٠ ، ولبشير بن عبد الرحمن في لسان العرب ١٣ / ٤١٩ (منن) ، وبلا نسبة في الجنى الداني ص ٥٢.
(٣) البيت من البحر البسيط ، وهو للمتنبي في ديوانه ٤ / ٣١٩ ، والجنى الداني ص ٥٣ ، وخزانة الأدب ٦ / ٦٢.