الفعل معنى فعل يتعدّى بذلك الحرف ، كما ضمّن بعضهم «شربن» في قوله [من الطويل] :
شربن بماء البحر
معنى روين ، و «أحسن» في (وَقَدْ أَحْسَنَ بِي) [يوسف : ١٠٠] معنى : «لطف» ؛ وإمّا على شذوذ إنابة كلمة عن أخرى ، وهذا الأخير هو محمل الباب كله عند أكثر الكوفيّين وبعض المتأخّرين ، ولا يجعلون ذلك شاذّا ، ومذهبهم أقلّ تعسفا.
* * *
* (بجل) على وجهين : حرف بمعنى ، «نعم» ، واسم ، وهي على وجهين : اسم فعل بمعنى : «يكفي» ، واسم مرادف لـ «حسب» ، ويقال على الأول : «بجلني» وهو نادر ،
______________________________________________________
الفعل معنى فعل يتعدى بذلك الحرف ، كما ضمن بعضهم شربن في قوله :
شربن بماء البحر
معنى روين) فعداه بالباء كما يعدى روى به ، (وأحسن في) في قوله تعالى : ((وَقَدْ أَحْسَنَ بِي) [يوسف : ١٠٠] معنى لطف) فجيء بالباء كما تجيء في قولك : لطف بي ، (وأما على شذوذ إنابة كلمة عن أخرى) حيث لا يكون للتأويل المقبول مجال ، وحيث لا يتأتى التضمين ، (وهذا الأخير) وهو جعل الكلمة نائبة عن أخرى (هو محمل الباب كله عند الكوفيين وبعض المتأخرين ، ولا يجعلون ذلك شاذا) ، وهذا موجب لما قلناه من جعل الإشارة في قوله : وهذا الأخير إلى كون الكلمة نائبة عن أخرى ، ولو جعلت راجعة إلى شذوذ الإنابة لنافى آخر الكلام أوله ، (ومذهبهم أقل تعسفا) وهذا جنوح من المصنف إلى مخالفة البصريين ، قلت : وكان حق هذا التنبيه أن يكون إما مذكورا عقيب كلامه على إلى في حرف الألف ؛ لأن ذلك أول موضع وقع فيه الكلام في نيابة بعض أحرف الجر عن بعض ، وإما مذكورا عند الكلام على الحرف الأخير من حروف الجر التي تقع فيها النيابة ، هذا الذي تقتضيه صناعة التصنيف ، والأمر في ذلك قريب.
(بجل)
(على وجهين) وهذا خبر عن المبتدأ الذي هو بجل وقوله : (حرف بمعنى نعم ، واسم) خبر آخر ؛ ولا يصح فيه الجر على البدلية من مجرور على (وهي) أي : وبجل التي هي اسم (على وجهين : اسم فعل بمعنى يكفي واسم مرادف لحسب) ، والكلام في إعراب هذا كالمتقدم (يقال على الأول) وهو كونها اسم فعل بمعنى يكفي (بجلني) بلحاق نون الوقاية (وهو نادر) نعم إذا كانت بمعنى حسب جاز الأمران إلا أن ترك النون أعرف من إثباتها ، فندور بجلني بالنون إنما هو إذا كانت بمعنى حسب لا بمعنى يكفي ، قال ابن قاسم في «الجنى الداني» : وأما بجل الاسمية فلها قسمان :