وعلى الثاني : «بجلي» ، قال [من الطويل] :
١٦٥ ـ [ألا إنّني أشربت أسود حالكا] |
|
ألا بجلي من ذا الشّراب ألا بجل |
* (بل) حرف إضراب ، فإن تلاها جملة كان معنى الإضراب إما الإبطال ، نحو : (وَقالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمنُ وَلَداً سُبْحانَهُ بَلْ عِبادٌ مُكْرَمُونَ) (٢٦) [الأنبياء : ٢٦] أي بل هم عباد ،
______________________________________________________
أحدهما أن تكون اسم فعل بمعنى يكفي فتلحقها نون الوقاية مع ياء المتكلم ، فيقال : بجلني ، والثاني أن تكون اسما بمعنى حسب ، فتكون الباء المتصلة بها مجرورة الموضع ، ولا تلحقها نون الوقاية ، وذكروا أنها تلحقها قليلا ، فإن قلت في «التسهيل» في نون الوقاية وحذفها مع لدن وأخوات ليت جائز ، وهو مع بجل ولعل أعرف من الثبوت فأطلق في بجل ، ولعله مستند المصنف قلت : لم يذكر ابن مالك في هذا الفصل مجيء بجل اسم فعل بمعنى يكفي ، وإنما ذكرها حيث تكون ياء المتكلم في محل جر بها ، ولا تكون كذلك إلا إذا كانت بمعنى حسب ، فإن قلت : لعل قول المصنف وهو نادر إنما يرجع إلى استعمال بجل اسم فعل ، فلا يرد هذا ، قلت : لا نسلم أن استعماله كذلك نادر ولو ثبت بالنقل ندوره لم ينبغ للمصنف إيراد هذا الحكم في هذا المحل وإنما موضع إيراده عند قوله اسم فعل.
(و) يقال (على الثاني) وهو استعمالها بمعنى حسب بدون نون الوقاية (بجلي قال : ألا بجلي من ذا الشراب ألا بجل) (١)
وقد تقدم أنها تستعمل مع نون الوقاية إذا كانت بهذا المعنى إلا أن ذلك قليل ، وفي «الصحاح» : وبجل بمعنى حسب قال الأخفش : هي ساكنة أبدا يقولون بجلك كما يقولون قطك إلا أنهم لا يقولون بجلني كما يقولون قطني ولكن يقولون : بجلي أي : حسبي قال لبيد:
فمتى أهلك فلا أحفله |
|
بجلي الآن من العيش بجل (٢) |
(بل)
(حرف إضراب فإن تلاها جملة كان معنى الإضراب إما الإبطال نحو (وَقالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمنُ وَلَداً سُبْحانَهُ بَلْ عِبادٌ مُكْرَمُونَ) [الأنبياء : ٢٦] أي بل هم) أي : الملائكة الذين زعم القائلون المفترون أنهم بنات الله سبحانه وتعالى (عِبادٌ مُكْرَمُونَ) مقربون وليسوا بأولاد ؛ إذ العبودية تنافي الولادة ، قيل في الآية : وإن لم يقع بعدها في اللفظ إلا مفرد لكن هذا المفرد خبر مبتدأ
__________________
(١) البيت من البحر الطويل ، وهو لطرفة بن العبد في لسان العرب ، مادة (سود).
(٢) البيت من البحر الرمل ، وهو للبيد في لسان العرب ، مادة (حفل).