النفي كما مرّ في صدر الكتاب ، وفي الموضع بحث أوسع من هذا في باب النون.
* (بَيْد) ويقال : ميد ، بالميم ، وهو اسم ملازم للإضافة إلى «أنّ» وصلتها
______________________________________________________
النفي كما مر في صدر الكتاب ، وفيه بحث أوسع من هذا في باب النون) يأتي الكلام عليه إن شاء الله تعالى.
(بيد)
(ويقال ميد بالميم وهي اسم ملازم للإضافة إلى أن وصلتها) ، أما أنه اسم فدعوى لم يقم عليها دليل ولو قيل بأنه حرف استثناء كإلا لم يبعد هكذا كنت أقول مدة ثم رأيت في كلام ابن مالك على إعراب مشكلات البخاري ما نصه والمختار عندي في بيد أن تجعل حرف استثناء ويكون التقدير إلا أن كل أمة أوتوا الكتاب من قبلنا على معنى لكن لأن معنى إلا مفهوم منها ولا دليل على اسمها. اه وأما استعماله متلوا بأن وصلتها فهو المشهور كالحديث «بيد أني من قريش» (١) وكالبيت الذي أنشده المصنف :
عمدا فعلت ذاك بيد أني (٢)
وكقول الآخر :
بيد أن الله قد فضلكم |
|
فوق من أحكا صلبا بازار (٣) |
هكذا أنشده ابن مالك ، وأنشده الجوهري منسوبا لعدي بن زيد يصف جارية ، أجل إن الله وأحكا : شد والإزار واحد الإزر ، قال ابن مالك وقد استعملت على خلاف ذلك فوقع في بعض طرق الحديث «ونحن الآخرون السابقون بيد كل أمة أتوا الكتاب من قبلنا» (٤) ، وخرجه على أن الأصل بيد أن كل أمة فحذفت أن وبطل عملها ، وأضيفت بيد إلى المبتدأ والخبر اللذين كانا معمولين ؛ لأن قال وهذا الحذف في أن نادر ولكنه غير مستبعد بالقياس إلى حذف أن فإنهما أختان في المصدرية وشبيهتان في اللفظ وقد حمل بعض النحويين على حذف أن في قول الزبير رضي الله تعالى عنه :
__________________
(١) ذكره ملا علي القاري في المصنوع (٦٠) ، والعجلوني في كشف الخفاء ١ / ٢٣٢ ، وابن حجر في تلخيص الحبير ٢ / ٦.
(٢) صدر بيت من بحر الرجز ، عجزه : أخاف إن هلكت أن ترني ، وهو للأصمعي في إصلاح المنطق ص ٢٤.
(٣) البيت من البحر الرمل ، وهو لعدي بن زيد في ديوانه بلفظ (أجل أن الله) ص ٩٤ ، وجمهرة اللغة ص ١٠٥١ ، ولسان العرب ٤ / ١٨.
(٤) أخرجه البخاري ، كتاب أحاديث الأنبياء ، باب حديث الغار (٣٤٨٦) ، وأحمد (٧٢٦٨).