فإنه يقال : كيف رفع اسم «إنّ» وصفته الأولى؟ والجواب : أن الهمزة فعل أمر ، والنون للتّوكيد ، والأصل : «إينّ» بهمزة مكسورة ، وياء ساكنة للمخاطبة ، ونون مشدّدة للتوكيد ، ثم حذفت الياء لالتقائها ساكنة مع النّون المدغمة كما في قوله [من البسيط] :
١٤ ـ لتقرعنّ عليّ السّنّ من ندم |
|
إذا تذكّرت يوما بعض أخلاقي |
و «هند» : منادى مثل (يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هذا) [يوسف : ٢٩] ، و «المليحة» : نعت لها على اللفظ كقوله [من الرجز] :
١٥ ـ يا حكم الوارث عن عبد الملك
______________________________________________________
فإنه يقال كيف رفع اسم إن وصفته الأولى).
مع أن القياس نصبهما وهذا وجه التعمية.
(والجواب : أن الهمزة فعل أمر والنون للتوكيد) وليس الأمر كما توهمه الناظر ، أن مجموعهما حرف بسيط ينصب الاسم ويرفع الخبر.
(والأصل إينّ بهمزة مكسورة وياء ساكنة للمخاطبة ، ونون مشددة للتوكيد ، ثم حذفت الياء لالتقائها ساكنة مع النون المدغمة كما في قوله :
لتقرعن عليّ السن من ندم |
|
إذا تذكرت يوما بعض أخلاقي) (١) |
قرع السن ضغطها ، والندم التأسف على فوات أمر ، أو الوقوع فيه والتذكر التفعل من الذكر القلبي ، والمراد باليوم هنا قطعة من الزمان كائنة ما كانت ، والأخلاق جمع خلق بخاء معجمة مضمومة ولام ساكنة ، أو مضمومة وقاف وهو السجية والطبع.
(وهند : منادى) حذف حرف ندائه أي : يا هند.
(مثل : (يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هذا) [يوسف : ٢٩]) أي : يا يوسف ، وإنما قدرت يا دون غيرها من أحرف النداء ، لأنها أعم تلك الحروف وأكثرها دورا في كلامهم ، والحذف نوع من التصرف فينبغي أن يكون موقعه ما كثر دون غيره.
(والمليحة نعت لها على اللفظ كقوله : |
|
يا حكم الوارث عن عبد الملك) (٢) |
بضم حكم لكونه منادى معرفة ، والوارث مرفوع على أنه صفة له على اللفظ والجماعة
__________________
(١) البيت من البحر البسيط ، وهو لتأبط شرا ، انظر ديوانه ٣٠ ، والأغاني ٢١ / ١٤٤.
(٢) صدر بيت في الزجر ، عجزه ميراث أحساب وجود منسفك ، وهو لرؤبة بن العجاج ، انظر : ديوانه ١٩.