وأجازه أبو البقاء (١) أيضا في الآية ، وفي قوله تعالى : (وَعَسى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ) (البقرة : ٢١٦) ، فقال : يجوز أن تكون الجملة في موضع نصب صفة ل «شيء» وساغ دخول [٣٢٢ / ب] الواو ، لمّا كانت صورة الجملة هنا كصورتها إذا كانت حالا.
وأجاز أيضا في قوله تعالى : (عَلى قَرْيَةٍ وَهِيَ خاوِيَةٌ) (البقرة : ٢٥٩) ، فقال : الجملة في موضع جرّ صفة ل «قرية» (٢).
وأما قوله : (فَاضْرِبْ بِهِ وَلا تَحْنَثْ) (ص : ٤٤) ، فقيل : الواو زائدة ، ويحتمل أن يكون مجزوما جواب الأمر ، بتقدير : اضرب به ولا تحنث. ويحتمل أن يكون نهيا. قال ابن فارس (٣) : «والأول أجود. وكذلك قوله : (وَكَذلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ وَلِنُعَلِّمَهُ) (يوسف : ٢١) ، قيل : الواو زائدة. وقيل : ولنعلّمه فعلنا ذلك. كذلك : (وَحِفْظاً مِنْ كُلِّ شَيْطانٍ) (الصافات : ٧) أي وحفظا فعلنا ذلك».
وقيل في قوله : (وَفُتِحَتْ أَبْوابُها) (الزمر : ٧٣) : إنها زائدة للتأكيد ، والصحيح أنها عاطفة ، وجواب «إذا» محذوف ، أي سعدوا وأدخلوا.
(٤) [وقيل : وليعلم فعلنا ذلك ، وكذلك : (وَحِفْظاً مِنْ كُلِّ شَيْطانٍ) (الصافات : ٧) ، أي وحفظا فعلنا ذلك] (٤).
وقيل في قوله : (فَلَمَّا أَسْلَما وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ* وَنادَيْناهُ أَنْ يا إِبْراهِيمُ) (الصافات : ١٠٣ ـ ١٠٤) ، [أي ناديناه] (٥). والصحيح أنها عاطفة ، والتقدير : عرف صبره وناديناه : (وَكَذلِكَ نُرِي إِبْراهِيمَ مَلَكُوتَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ) (الأنعام : ٧٥).
__________________
(١) انظر كتابه إملاء ما منّ به الرحمن ١ / ٥٤.
(٢) إملاء ما منّ به الرحمن ١ / ٦٤.
(٣) في المخطوطة (ابن مالك). وانظر كتاب ابن فارس الصاحبي في فقه اللغة : ٩١. باب الواو.
(٤) ما بين الحاصرتين ليس في المخطوطة.
(٥) ليست في المخطوطة.