والفضيلة حسبما نراها ، عليه أن يتقدم ليثبت ويدلل على صدق ما يقول». وينهض شاعر آخر ، ويروح يتغنى بلغة مماثلة للغة السابقة ، وجزلة أو أفضل منها ، بأمجاد قبيلته محاولا فى ذات الوقت التقليل من شأن ادعاءات غريمه أو السخرية منها.
لتقليل العداوة والبغضاء الناتجة عن مثل هذه الحالة ، أو ربما لكسر روح الاستقلال عند البدو ، ألغيت هذه العادة بنص من القرآن ، تقول الآية القرآنية : (فَإِذا قَضَيْتُمْ مَناسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللهَ كَذِكْرِكُمْ آباءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْراً).
والأرجح أن محمدا صلىاللهعليهوسلم قضى بذلك على السبب الرئيسى لكثير من المعارك والمشاجرات.
زيارة العمرة هى الأخرى عادة قديمة. وقد أبقى محمد صلىاللهعليهوسلم على تلك العادة ، ويروى أن محمدا صلىاللهعليهوسلم كان يصلى العشاء فى ذلك المكان.
بعد أن انتهيت من طقوس الطواف والسعى المرهقة ، حلقت جزءا من رأسى ، ومكثت فى دكان الحلاق ، لأنى لم أكن أعرف أى مكان آخر من أماكن الراحة. رحت أسأل عن السكن والمساكن ، ولكنى عرفت أن المدينة كانت تغص بالناس فعلا وبخاصة الحجاج ، فضلا عن أناس آخرين كثيرين ، كان يتوقع وصولهم ، وأن كل هؤلاء كانوا قد حجزوا مساكن لأنفسهم فى المدينة. ومع ذلك ، وبعد فترة قصيرة عثرت على رجل عرض علىّ غرفة مؤثثة ، استأجرتها ، ولما كنت بلا خادم ، فقد عشت وأقمت مع مالك الغرفة. كانت أسرة ذلك الرجل مكونة من زوجة وطفلين ، وقد انسحبت لتعيش فى فناء (حوش) صغير مكشوف ، بجوار الغرفة التى أقيم فيها. كان صاحب الغرفة واحدا من فقراء المدينة المنورة ، وكان يعمل مطوفا ، على الرغم من أن حياة ذلك الرجل وأسلوب معيشته أدنى من مستوى الطبقة الثانية من المكيين ، فإنها كانت تكلفنى خمسة عشر قرشا يوميا ، واكتشفت بعد الرحيل ، ضياع قطع من ملابسى ، جرى أخذها من جوال سفرى ، لم يكن ذلك هو كل ما حدث. فقد دعانى ذلك الرجل فى يوم العيد على عشاء فخم ، بصحبة ستة من أصدقائه ، فى الغرفة التى كنت أقيم فيها ، وفى صبيحة اليوم التالى قدم الرجل لى فاتورة فيها كل تكاليف هذه العزومة.