العقاقير أن مسألة الإجهاض شائعة فى مكة. وأن بذور أشجار البلسم المكى هى الدواء الشائع الاستعمال فى مسألة الإجهاض. المكيون لا يفرقون بين أولادهم من الإماء الحبشيات أو من النساء العربيات الحرائر.
سكان مكة عندهم نوعين من العمالة ، التجارة ، وخدمة بيت الله ، أو إن شئت فقل : المسجد الحرام ، ولكن التجارة هى المفضلة عند المكيين ، يضاف إلى ذلك قلة قليلة من العلماء هم الذين يعملون فى المسجد الحرام ، وحتى هذه القلة القليلة من العلماء لها أيضا شئونها التجارية ، على الرغم من اعتزازهم الذى يمنعهم من ممارسة التجارة علانية ، ولعل القارئ يكون قد لاحظ فى وصفنا السابق لمكة ، كيف أن قلة قليلة من الحرفيين وأصحاب الحرف هم الذين يعيشون فى شوارع مكة ، هؤلاء الحرفيون ، هم من البنائين ، والنجارين ، والخياطين ، والغرازين ، والحدادين ، إلخ ، وأن هؤلاء الحرفيين ، أقل مهارة بكثير عن أمثالهم فى مصر. وإذا ما نحينا جانبا تلك القلة القليلة من صناع الفخار ، والمصابغ ، نجد أن المكيين ليست لديهم أية صناعات أخرى ، لكن المكيين شأنهم شأن أهل جدة يعتمدون على البلدان الأخرى فى الحصول على احتياجاتهم. من هنا ، نجد أن مكة فيها قدر كبير من التجارة الأجنبية ، التى تجرى خلال موسم الحج ، وخلال بضعة أشهر قبل ذلك الموسم ، والذى يقوم بهذه التجارة هم الحجاج الأثرياء ، الذين يجلبون المنتجات الوطنية من البلاد الإسلامية إلى جدة إما عن طريق البحر وإما عبر الصحراء من دمشق ، ويروحون يتبادلون تلك المنتجات فيما بينهم ، أو قد يتلقون من تجار مكة البضائع الهندية وبضائع الجزيرة العربية ، التى سبق أن خزنها تجار مكة فى مخازنهم. فى هذه الفترة ، تتحول مكة إلى واحدة من أكبر أسواق الشرق ، بل وأهم هذه الأسواق كلها ؛ نظرا لتباين الأمم التى تتوافد على المدينة. على كل حال ، فإن قيمة الصادرات من مكة تفوق الواردات ، الأمر الذى يتطلب مبالغ كبيرة من الواردات والسكوينات لسداد ذلك العجز وإحداث نوع من التوازن. بعض هذه الصادرات يشق طريقه إلى اليمن والهند ، ويتبقى حوالى ربع هذه الصادرات فى أيدى المكيين. هذه التجارة مربحة جدا إلى حد أن البضاعة التى يجرى شراؤها فى جدة ، من التجار