الخاصة ، باستثناء مكتبات الأثرياء من التجار ، الذين يعرضون بعض الكتب التى تميزهم عن عامة الناس ، أو مكتبات العلماء ، الذين يمتلك البعض منهم كتبا يرجعون إليها يوميا فيما يتعلق بالأمور الشرعية.
نقلا عن بعض التقارير ، قام الوهابيون بنقل أحمال كثيرة من الكتب ، لكن يقال إن الوهابيين دفعوا أثمان كل هذه الكتب التى أخذوها ، ومن غير المرجح أن يكون الوهابيون نقلوا مكتبات مكة كلها ، وقد حاولت ، دون جدوى ، اكتشاف أية مجموعة من الكتب. وأنا لم أعثر على محل واحد لبيع الكتب فى مكة ، ولم أعثر أيضا على مجلّد واحد من مجلّدى الكتب. بعد عودة الحج من عرفة يقوم بعض العلماء بعرض بعض الكتب للبيع فى المسجد الحرام ، بالقرب من باب السلام. كل الكتب التى شاهدتها كانت عن الشريعة ، ومصاحف وتفاسير وشروح ، ومؤلفات أخرى من هذا القبيل مع بعض الكتب الخاصة بالنحو والقواعد ، وعلى الرغم من المصاعب التى واجهتها فى هذا الصدد ، لم تقع عينى على أى كتاب من كتب التاريخ الخاصة بمكة ، على الرغم من عدم معرفة المكيين لأسماء هؤلاء المؤرخين. قالوا لى : إن تجار الكتب كانوا يأتون إلى مكة أثناء موسم الحج قادمين من اليمن ، وكانوا يبيعون كتبا قيمة ، أحضروها أصلا من صنعاء ولوهيا الكتاب الجيد الوحيد الذى رأيته فى مكة كان نسخة جيدة من المعجم العربى الذى يسمونه القاموس ، وقد اشتراه واحد من أهل الملايو نظير ستمائة وعشرين قرشا ، فى القاهرة يمكن شراء هذا الكتاب بنصف هذا الثمن. كان هناك عدد كبير من الحجاج يبحثون عن الكتب ، وكانوا على استعداد لدفع أثمان مرضية نظير هذه الكتب ، وقد كانت مفاجأة لى أن أجد أن المكيين لا يعنون بهذه التجارة ، التى لا تبدو لهم رابحة مثل تجارة البن والسلع الهندية. وأنا شخصيا كنت جد آسف على افتقارى إلى الكتب وبخاصة الكتب المتعلقة بتاريخ مكة ومؤرخى مكة ، وبخاصة أنى كنت قد تركت هذه الكتب فى القاهرة ، لو كانت تلك الكتب بحوزتى لسهلت لى القيام بكثير من التحريات عن النواحى الطبوغرافية ، التى تناولها الأزرقى باستفاضة واهتمام كبير.