الملبس ، أو وقار المظهر ، نجد أن البنات التعيسات يبقين محبوسات فى منزل والدهن. لقد رأيت ولدا من أبناء الشريف غالب ، وكان والده من بين الأسرى المحتجزين فى سالونيكا ، رأيته وهو يلعب أمام باب المنزل. لكنى عرفت وسمعت أنه عندما يعود أبناء الشريف الحاكم من الصحراء ، ويكونون لم يبلغوا بعد الحد الذى يظهرون معه على الملأ وقد تحلوا بمظهر الرجولة ، فإنهم يجرى الاحتفاظ بهم فى منزل والدهم أو فى فنائه ، ولا يراهم أو يتصل بهم إلا أهل البيت من أفراد العائلة ، ولا يظهرون على الملأ للمرة الأولى إلا وهم ركوب على ظهور الخيل ، ويسيرون إلى جانب والدهم ، واعتبارا من تلك اللحظة يصبحون فى سن تؤهلهم للزواج على الفور ، ويبدأون المشاركة فى الشئون العامة.
القسم الأكبر من أشراف مكة ، وبخاصة هؤلاء الذين فى سدة الحكم فى الوقت الراهن أو بالتحديد ذوى زيد ، تدور من حولهم الشكوك ، بأنهم مسلمون ملّيون ينتمون إلى الزيود ، وبخاصة الجبال المحيطة بمدينة صعداء. على كل حال ، الأشراف لا يقرون هذا المذهب أو يتبعونه ، وإنما هم يلتزمون بالمذهب الشافعى ، الذى ينتمى إليه السواد الأعظم من المكيين ، لكن الأشراف الذين يعيشون خارج البلاد لا ينكرون هذا المذهب ، وعند مناقشة النقاط التى فيها اختلاف شرعى وتحمل على ما يعتقده الزيود ، ويختلفون فيه عن أهل السنة ، ترى الأشراف دوما لا يتخذون موقفا إيجابيا فى النقاش الذى يكون من هذا القبيل.
مبلغ علمى أن الزيود ينقسمون إلى مذاهب عدة. زيود اليمن ومكة الذين يعترفون بالإمام الهادى للحق يحيى بن الحسين مؤسسا لهذا المذهب ، الذى يرجع نسبه إلى الحسن بن على رضى الله عنه. وقد ولد الإمام يحيى فى مدينة الرس ، فى منطقة القصيم ، فى العام ٢٤٥ الهجرى وظهر أول مرة داعيا للدين فى بلدة صعداء ، فى اليمن فى العام ٢٨٠ الهجرى ، حارب الإمام يحيى مع العباسيين ، واستولى على صنعاء ، التى طرد منها ، ثم هاجم القرامطة بعد ذلك ، وتوفى مسموما فى صعداء فى العام ٢٩٨ الهجرى. بعض آخر يردون أصل هذا المذهب إلى ما هو أعلى من ذلك ، أى