يجرى تجميعه مع مياه العيون الأخرى المتعددة فى قناة واحدة هى التى تمد المدينة المنورة بالماء ، وهذه القناة تظل ممتلئة بالماء بفضل الإمدادات المائية التى تصل إليها من قنوات متباينة تحمل ماء الآبار. عمر بن الخطاب رضياللهعنه هو أول من أوصل العين بالمدينة المنورة ، لكن القناة الحالية ، شقت على نفقة السلطان سليمان ، بن السلطان سليم الأول فى عام ٩٧٣ ه على وجه التقريب ؛ وهذه القناة عبارة عن مجرى شديد الصلابة تحت سطح الأرض. هذه القناة ، هى وقناة مكة (المكرمة) هما أعظم عجيبتان معماريتان فى الحجاز. يقع بالقرب من مسجد قباء مبنى أقامه السلطان مراد للدراويش. وعلى بعد مسافة قصيرة خلف القرية ، على الطريق المؤدى إلى المدينة المنورة ، يوجد مصلّى صغير ، اسمه مسجد الجمعة ، تخليدا للمكان الذى التقى عنده أهل المدينة المنورة (سيدنا) محمد صلىاللهعليهوسلم عند وصوله إلى المدينة.
القبلتين. فى الناحية الشمالية الغربية من المدينة المنورة ، وعلى بعد مسير ساعة واحدة ، يوجد مزار يحمل هذا الاسم. يقال إن هذا المزار مكون من عمودين غشيمين (لأنى لم أره شخصيا) ، وإن ذلك المكان هو الذى غير فيه محمد صلىاللهعليهوسلم القبلة ، وكان ذلك فى الشهر السابع عشر بعد الهجرة ، كان أتباع محمد صلىاللهعليهوسلم هم والبدو اليهود حتى ذلك الوقت يولون وجوههم شطر القدس باعتبارها القبلة ، ولكن محمدا صلىاللهعليهوسلم حولها ناحية الكعبة ، التى تشير إليها هذه الآية من آيات القرآن :(قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ) ، هذه الآية وردت لإقناع المسلمين ، أنهم حيثما يولون وجوههم ، فى صلاتهم ، فإن الله يكون أمامهم. بالقرب من هذا المكان يوجد مصلّى قديم مدمر.
ما أسلفناه هو عبارة عن المزارات والأماكن التى يزورها الحجاج. المنطقة المحيطة بقباء وفى الاتجاه الجنوبى الشرقى من المدينة ، عبارة عن أماكن لا تقل جمالا عن قباء ، ويتخذ أهل المدينة من تلك الأماكن منتجعات للتسلية والترفية البرىء ، لكن فى اعتقادى أنه ليست هناك أية قرية أخرى يمكن مشاهدتها ، اللهم باستثناء بعض المنازل المنعزلة المبعثرة بين أشجار النخيل.