عدة ضد ذلك الحسّان ، لكن السلطان لم تكن لديه القوة الكافية لعزل هذا الرجل وعند ما كانت القافلة تصل إلى المدينة المنورة ، قادمة من سوريا ، كان ذلك الحسان القلعى ، يكشف عن مواقف تنم عن أن رؤساء هذه القافلة غير قادرين على أن يضروه بشىء. كان الرجل يضع كثيرا من العقبات أمام رؤساء القافلة ، والناس هنا يعزون إليه مسألة إجبار القافلة التى عزمت ـ بعد الغزو الوهابى للمدينة ـ على القيام برحلة إلى مدينة النبى صلىاللهعليهوسلم.
عند ما بدأ الوهابيون يغيرون على مدن الحجاز ، ويجردون قواتهم على المدينة المنورة ، كان رد حسّان القلعى لا يزال عنيفا وقاسيا ، وخلال العامين أو الثلاثة التى سبقت استيلاء الوهابيين على المدينة المنورة ، لم يضع حسان القلعى حدا لمظالمه ، وكان غالبا ما ينزل أقسى العقوبات بأولئك الأشخاص الذين يتصادف ضحكهم فيما بينهم وبين أنفسهم ، أثناء مرور هذا الرجل ، من منطلق أن ذلك العرج الخفيف كان هو مدعاة لمرح هؤلاء الناس وفرحهم. أثناء الليل كان العرب العاملين فى خدمة ذلك الحسّان يسطون على المحلات والدكاكين ، وبخاصة أن هؤلاء العرب كانوا يتجولون فى الشوارع على شكل جماعات كبيرة ، وبالتالى يستحيل مقاضاة مثل هذه الجماعات. وعند ما أدرك حسان القلعى استحالة المحافظة على المدينة المنورة من هجوم الوهابيين ، وبعد استسلام البدو وأهل مكة نفسها للوهابيين ، تخلى عن مكانه لسعود ، شريطة أن يستمر هو فى منصب القيادة ، جاء ذلك على شكل وعد جرى الوفاء به من جانب سعود ، وترتب على ذلك وضع حامية وهابية فى القلعة ، وهنا أجبر أغا الحرم ، وكل الأتراك المقيمين فى المدينة المنورة على مغادرة المدينة ، التى بقى فيها ذلك الأغا طوال سنوات عدة كأنه مجرد ظل أو خيال لا أكثر ولا أقل ، وبقى حسان القلعى محافظا على المدينة المنورة ، فى ظل الحكم الوهابى. وعند ما وجد حسان أنه عاجز عن التصرف على النحو الظالم الذى كان عليه من قبل ، راح يتظاهر بالولاء الكامل للوهابيين ، وراح يقهر السكان ، ويفرض عليهم أقصى درجات القسوة ، بحجة نشر مبادئ المذهب الوهابى. لم يول سعود المدينة المنورة احتراما أكثر من احترامه لمكة