الشمس ، ودعا الله (سبحانه وتعالى) أن يرسل عليه غمامة تظله ، ولبّى الله (سبحانه وتعالى) له تلك الرغبة على الفور ، والمسجد اسمه مشتق من السحاب. والمسجد هنا أفضل بناء وأكثر اتساعا فى مكان من هذا القبيل.
وسوق بدر فيه السلع نفسها التى فى سوق الصفراء. فيه بعض من البطيخ ، الذى تنتجه البساتين والحدائق ، معروض للبيع. اشترى التاجر المسقطى ، دون سابق معرفة أو علم ، خمسة أرطال من بلسم مكة (المكرمة) ، أى كل البلسم الذى كان متبقيا فى السوق ، على أمل أن يقدم هذه الكمية كلها هدية لإمام مسقط. هذا البلسم كان مغشوشا وهو البلسم نفسه الذى شاهدته من قبل فى سوق الصفراء. سكان بدر الأصليون عبارة عن بدو من قبيلة صبح ، التى تنتمى إلى قبيلة حرب ، والتى استوطن بعض أفرادها هذا المكان. بعض آخر من الناس لهم دكاكين هنا فى بدر ، ويعودون عند ما يأتى المساء إلى خيام عوائلهم فى الجبال المجاورة. وبدر مكان يتردد عليه كل من البدو والمسافرين ، والطلب عال على المساكن فى بدر ، والمحل الصغير فى السوق يؤجر بحوالى عشرين دولارا فى العام. بعض أسر الأشراف تقيم هنا فى بدر ، ويحصلون من الحجيج عند المرور على نوعيات معينة من الضرائب أو المكوس.
فى المساء جاءت المئات من إبل البدو لتسقى من النهير الموجود فى بدر ، وكانت تلك الإبل بصحبة النساء بصفة خاصة ، اللاتى دخلن فى حوار معنا. بنو حرب المقيمون فى كل من الجديدة ، والصفراء ، وبدر يزوجون بناتهم للأغراب وحتى للمستوطنين ، وهناك قلة قليلة من الجنود الأتراك ، جذبهم جمال بعض البدويات ، فأقاموا فى بدر وتزوجوا من تلك البدويات الجميلات ؛ وهذا واحد من هؤلاء الأتراك ، وهو أرنؤطى الأصل ، يتكلم العربية ، واعتاد منذ صغره على الحياة البرية لمتسلقى الجبال المحاربين ، عقد عزمه على مرافقة زوجته الشابة إلى الجبل. هناك أعداد هائلة من النسور فى الجبال المجاورة لبلدة بدر. والناس هنا يطلقون على النسر اسم «رخم» ، وكانت المئات من تلك النسور تحوم حولنا ، بل إن البعض منها كان ينزل إلى الأرض ويخطف اللحم من أطباقنا.