فلم يأذن له لئلا يكون للعرب فى بلد العجم أثر. فلما وافى «بهرام جوبين» (١) لقتال أبرويز استنجد النعمان فأنجده على شرائط شرطها عليه منها أن يجعل له نصف الخراج ببرس (٢) وكوثى (٣) وأن يبنى القنطرة التى قدمنا ذكرها فأجابه إلى ذلك فلما انصرف بهرام جوبين بنى النعمان القنطرة التى ذكرنا.
وتسير من هذه القنطرة قرية تعرف «بدستجرد كسروية» (٤) فيها أبنية عجيبة من جواسق وأيوانات كلها من الصخر المهندم لا يشك الناظر إليها أنها صخرة واحده منقورة. ومنها إلى قرية أخرى يقال لها «ولا شجرد» (٥) ذات العيون يقال أن فيها ألف عين يحتمع ماؤها إلى نهو واحد. ومنها إلى «ماذران» (٦) وهى بحيرة يخرج منها ماء كثير مقدار أن يدير مائة رحى
__________________
(١) بهرام جوبين أو «تشوبين» : قائد عسكرى فارسى قام سنة ٥٨٩ بثورة ضد ساساند هورمزد الرابع (٥٧٩ ـ ٥٩٠). وهزمه خسرو بارويز وهرب إلى كاغمان الترك.
(٢) «برسى» بكسر أو ضم الباء هى مدينة «برسبا» القديمة إلى الجنوب من «بابليون».
(٣) «كوثى» : مكان ومدينة قديمة فى العراق إلى الجنوب من بغداد على قناة تربط بين دجلة والفرات (انظر ياقوت ج ٤ ص ص ٣١٧ ـ ٣١٨).
(٤) دستجرد كسرويه يبدو أنها مدينة «صحنة» الحالية (مينورسكى : أبو دلف ص ٩٤).
(٥) أو «ولاستجرد» : قريه إلى الجنوب الغربى من معبر أو ممر همدان. ومينورسكى يحددها ب «سرابى بيدى سوخ» (مينورسكى : أبو دلف : ص ٩٥).
(٦) اسم مكان إلى الجنوب الغربى من قصر اللصوص (كثكور) وإلى الشرق من «صحنة» ، ويحددها مينورسكى : بأنها بيدى سرخ على منحنى ممر. انظر ياقوت : ج ٤ ص ٤٨٠ ـ ٤٨١.