متفرقة مختلفة. وعندها قصر كسرى شامخ البناء وبين يديه (١) زلافة وبستان كبير. ومنها إلى قصر اللصوص (٢). وبناء هذا القصر عجيب جدا. وذلك أنه على دكة من حجر ارتفاعها عن وجه الأرض نحو عشرين ذراعا وفيه ايوانات وجواسق وخزائن تفوق (٣) ما تقدم رفعة وعلوا يتحير فى بنائه وحسن نقوشه الابصار. وكان هذا القصر معقل أبرويز متنزهة لكثرة صيده وعذوبة مائه وحسن مروجه وصحاريه. وحول هذا القصر مدينة كبيرة لها جامع.
ومنها إلى موضع يعرف بمطبخ كسرى (٤) أربعة فراسخ. وهذا المطبخ بناء عظيم فى صحراء لا شىء حوله من العمران. وكان أبرويز كما ذكرنا ينزل بقصر اللصوص وابنه شاه مروان (٥) ينزل «بأسداباد» (٦) وبين المطبخ
__________________
(١) يتفق مينورسكى : مع ياقوت : فى قراءتها «زلاقة» ويترجمها «بشط منحدر».
(٢) وهكذا سمى العرب حصن كنكور عند ما سرقت به دواب لهم وذلك من أول زمن فتح العرب لهذه البلاد. واستمرت المنطقة المحيطة به تسمى «كنكور» أما قصر اللصوص فكانت تعنى فقط حصنا فى مدينة «كنكور» وياقوت نفسه زاره فى الربع الأول من القرن ١٣ ورأى بقايا آثاره. والآن يوجد فى مكانه مدينة صغيرة هى «كنكور» بين «كرمنشاه» وهمدان» (انظر ياقوت : ج ٤ ص ١٢١).
(٣) فى مخطوط مشهد : «يقوت» ولعلها «يفوت»
(٤) مطبخ كسرى : لا توجد معلومات عن هذا المبنى الاثرى الساسانى إلا عند أبى دلف فقط ومينورسكى يربط بينه وبين «مندراباد» (مينورسكى : أبو دلف. ص ٩٦).
(٥) شاه مروان بن أبرويز : الابن الأكبر لخسرو الثانى من «شيرين»
(٦) «أسد أباد» : مدينة مزدهرة فى القرن العاشر على بعد سبعة فراسخ (٤٥ كيلومترا) إلى الغرب من همدان فى اتجاه بغداد. والآن هى مدينة صغيرة بنفس الاسم. عنها انظر ياقوت : ج ١ ص ٢٤٥. وحدود العالم ص ١٣٢.