الناظر ولا ضرر بها. وسرت منها فى مفازة خوارزم (١) فرأيت بها آثارا كثيرة لجماعة من ملوك العرب والعجم وأشجارها وغياضها كثيرة جدا ويقع فيها ثلج. ومطرها دائم لا يكاد ينقطع وهى متصلة برساتيق نيسابور وأيضا رستاق تعرف باسبينقان (٢) خسف منه بعض السنين بنيف وثلاثين قرية وهبت عليها ريح عاصف فحملت من ذلك الخسف رملا أحمر جاوزت به فى الجو أعمال طوس ونيسابور ومرت به نحو مائة وخمسين ... (٣) وهذا مما شاهدته ووقفت عليه وذلك أنى مررت بهذا الرستاق وهو فى نهاية العمارة وكثرة البساتين وتخرق الأنهار فما استقررت بنيسابور حتى اتصل بى أنه قد خسف به فعدت لأنظر إليه فرأيته وقد ساخ فى الأرض نحو مائة قامة أو أكثر ورأيت المياه تخر فيه من جوانبه.
وطوس أربع مدن (٤) منها اثنتان كبيرتان واثنتان صغيرتان. وبها آثار أبنية اسلامية جليلة وبها دار حميد بن قحطبة (٥) ومساحتها ميل فى مثله.
__________________
(١) هل وصل أبو دلف حقيقة إلى خوارزم؟ إن الشك فى هذا يتولد عن أنه فى وصفه هذه البلاد يورد معلومات ضحلة ذات طابع عام. (كراتشكوفسكى : الرسالة الثانية ص ٢٩٢ ملاحظة ١)
(٢) اسبينقان أو اسفينقان : مدينة ورستاق على ما يبدو فى منطقة نسا (نسى) (المقدسى : ص ٥١ ، ٣٠٠ ملاحظة ١) أو فى منطقة نيسابور (ياقوت : ج ١ ص ٢٥١ والسمعانى : ١٣٤٦) ومكانها بالضبط غير معروف.
(٣) فى مخطوط مشهد سقط المعدود ويمكن أن تكون «فرسخا» وهو ما أخذ به مينورسكى.
(٤) هذه الأربع مدن هى : الطابران ونوقان وعلى ما يبدو الرازكان وبزدغور. انظر ياقوت : ج ٣ ص ٥٦٠ وحدود العالم ص ١٠٣.
(٥) حميد بن قحطبة : قائد عسكرى للأوائل من بنى العباس كان حاكم ما بين النهرين ومصر (مات فى شعبان سنة ١٥٩ / مايو ٧٧٦) وهو وإلى خراسان وإقامته بنيسابور. عنه انظر الطبرى : حمزة الأصفهانى ج ١ ص ٢٢١.