قطّع قلبى من عرى العلائق |
|
بالأبرقين سائق الأيانق |
فلا تكن بى عنهم بعائق |
|
ففى منى منية كلّ عاشق |
والخيف فيه خوف كلّ مغرم |
|
جرح فؤادى لا يزال داميا |
وداء قلبى لم يجد مداويا |
|
وما له إلا الشّفاء شافيا |
وللجمار كم رأينا راميا |
|
من العيون البابليّات رمى |
ما حجّر النوم عن المحاجر |
|
إلّا فراقى لحلول حاجر |
والله مالى عنهم من حاجر |
|
واندمى فارقت شعب عامر |
وعامر قدمى واندمى |
|
ما الحب إلا منحة ومحنة |
وفرحة طورا وطورا ترحة |
|
وأهل ودى باللقا أشحة |
وغادة أسلم جفنى صحة |
|
من جفنها ممزوجة بالسّقم |
ممكورة عنها فؤادى ما نوى |
|
صدّا ولا أمسى عميدا للجوى |
إنى وقيس فى الصّبابات سوا |
|
لا تسألن عنى وعنه فالهوى |
أعظم شجونى وأدقّ أعظمى |
|
قولك عندى فى هواهم لم يصح |
فخلّ عنك العذل فيهم واطّرح |
|
أرح عن قلبى المعنّى واسترح |
لو سلمت أكبادنا لم تفتضح |
|
من الهوى وإنها لم تسلم |
وكان الحنديدىّ المذكور ، هجا الأشراف أصحاب المخلاف السّليمانى (١) ، فكتب إليه الأديب أبو عامر منصور بن عيسى بن سيحان ، بقصيدة يعاتبه على ذلك ، ويعظم عليه وينهاه ، وهى على روى قصيدته التى هجاهم بها ، يقول فيها [من الوافر] :
[و](٢) قل لى يا علىّ بأى وجه |
|
جعلت قناع حرمتهم مذالا |
تلقّب بعضهم فيها حميرا |
|
وتجعل بعضهم فيها بغالا |
__________________
٢١٢٦ ـ (١) كانت الأقاليم فى اليمن مقسمة إلى مخاليف منها المخلاف اليمانى ، وكان أحد المخاليف اليمنية ، وهو منسوب إلى أحد ولاته فى القرن الرابع الهجرى ؛ سليمان بن مطرف. وهذا المخلاف هو المقاطعة المعروفة بمقاطعة جيزان ، ويقع فى حدود المملكة العربية السعودية. من هامش ط.
(٢) زيادة اقتضاها الوزن ولا تغير من المعنى.