وثلاثة منها إلى جهة آخر المقام يقابله الثلاثة الأول ، وعقدان إلى جهة باب العمرة على يمين من كان جالسا فى المقام مستقبل القبلة ، وعقدان مقابلان لهما إلى جهة باب السلام ، وفوق ذلك سقف مزخرف من خشب الساج بصناعة ظريفة ، وكان تركيب هذا السقف فى يوم الخميس غرة شهر شعبان أحد شهور العام المذكور آنفا ، ثم جعل فوق هذا السقف ظل للمبلغين بأربع بتر وستة أعمدة ألطف من الأعمدة التحتانية على حكم ما جعل أسفل عاليها سقف مزخرف بعمل محكم ، وفوق هذا السقف جملون عليه رصاص إلى جهة السماء لدفع المطر ، وفى أرض السقف الأول طاقة فى وسطه يرى منها المبلغ الإمام ، وجعلت درجة لطيفة يصعد منها المبلغ إلى الظلة فى وقت المكتوبات ، وكان ابتداء تركيب سقف الظلة فى يوم الثلاثاء رابع شهر رمضان ، وانتهى بعد الترصيص فى ثالث عشر رمضان من العام المذكور ، وأما مقام المالكى والحنبلى فكانا قديمين كمقام الشافعى المتقدم ، بترتان عليهما عقد وفى أعلاه نحو ثلاث شراريف ، غير أن بين التبرتين من أسفل جدار لطيفة فيه محراب فى هذين المقامين فقط ، ونقل الفاسى رحمهالله فى كتاب شفاء الغرام أن ابتداء عمارة هذه الثلاث مقامات على الصفة المذكورة كان فى سنة سبع وثمانمائة ، قال : وقد ذكرنا صفتها القديمة فى أصل هذا الكتاب يعنى به أصل شفاء الغرام ، ولم يوجد هذا الأصل بعد الفاسى ولا عثر عليه مطلقا ، فما كان من مقام الشافعى فهو كذلك إلى يومنا هذا ، وأما مقام المالكى والحنبلى فقد أدركتهما كذلك ثم غيرا بعد الثلاثين وتسعمائة قبل تأليفنا لهذا الكتاب بأحسن مما كانا عليه فى أيام مولانا الخنطار الأعظم سلطان الإسلام سليمان خان ، أدام الله أيامه ورفع بالنصر والتأييد أعلامه ، وصفتهما الآن كل مقام بأربع أساطين مثمنة الشكل ، كل إسطوانة قطعة واحدة من الحجر الصوان المكى ، وتحت كل إسطوانة قاعدة منحوتة بتربيع وتثمين ، وفوقها أخرى كذلك من الحجر الصوان ، وفوق ذلك سقف من الخشب المدهون المزخرف ، وفوقه إلى جهة السماء أخشاب هينة جملون ، عليها صفائح الرصاص لأجل المطر ، وفى كل مقام محراب فيما بين الأسطوانتين المقدمتين إلى جهة القبلة ، وهما كذلك إلى هذا الشارع ، وكان المباشر لذلك عبد الكريم اليازجى الرومى والله أعلم.