الذى فيه الميزاب وعن ابن عباس ـ رضى الله عنهما ـ قال الحطيم : الجدار وقال المحب الطبري : يعنى جدار حجر الكعبة قال : وقد قيل الحطيم هو الشاذروان سمى بذلك لأن البيت رفع وترك هو محطوما فيكون فعيلا بمعنى مفعول قال : وقد قيل لأن العرب كانت تطرح ما طافت فيه من الثياب فيبقى حتى ينحطم من طول الزمان فيكون فعيلا بمعنى فاعل. انتهى وقيل فى سبب تسميته بالحطيم أن الناس كانوا يحطون هنالك بالإيمان فقل من دعا هنالك على ظالم إلا هلك ، وقل من حلف هنالك إثما إلا عجلت له العقوبة وهذا روينا فى تاريخ الازرقي ، ومن فضائل الحطيم ما رواه الفاكهى بسنده إلى عائشة ـ رضى الله عنها ـ مرفوعا أن خير البقاع وأطهرها وأزكاها وأقرئها من الله ما بين الركن والمقام ، وأن فيما بين الركن والمقام روضة من رياض الجنة فمن صلى فيه أربع ركعات نودى من نطاب العرش أيها العبد غفر لك ما قد سلف منك فاستأنف العمل. انتهى باختصار ، ومن فضائل الحطيم أن فيه قبر تسعة وتسعين نبيا جاءوا حجاجا فقبضوا هنالك ، وممن قيل قبره هنالك. على ما ورد فى رواية غير هذه الرواية نوح وهود وصالح وشعيب ، وفى رواية ثالثة أن فيه قبر تسعين نبيا منهم هود وصالح وإسماعيل ، وهذه الأخبار فى تاريخ الأزرقى وفيه أيضا أن قبر إسماعيل فى الحجر ، والله أعلم بالصواب.
ذكر زمزم
وحفر عبد المطلب لها زادها الله شرفا اختلف العلماء لم سميت بذلك؟ فقيل لكثرة مائها قال أبو عبيد البكري : يقال : ماء زمزم رزفزلت أى كثير وفى الموعب لابن التيان ماء زمزم وزمزام وهو الكثير ، وقيل لتزمزم الماء فيها ، وهو حركته والزمزمة الصوت يسمع له دوى وقيل لاجتماعها نقل عن ابن هشام وقال مجاهد سميت زمزم لأنها مشتقة من الهمزة والهمزة الغمر بالعقب فى الأرض رواه الفاكهى بسند صحيح وقيل : لأنها زمت بالميزاب لئلا تأخذ يمينا وشمالا وقال البكرى فى معجمه. فى زمزم لغات بفتح أوله وإسكان ثانيه وفتح الزاى الثانية وزمزم بضم أوله وفتح ثانيه بلا تشديد ، وكسر الزاى الثانية وذكر الزمخشرى فى ربيع الأبرار أن جبريل صلىاللهعليهوسلم أنبط ماء زمزم مرتين مرة لادم صلىاللهعليهوسلم