وروى أيضا عن أبى هريرة رضى الله عنه قال : حج آدم صلىاللهعليهوسلم فقضى المناسك فلما فرغ قال : يا رب إن لكل عامل أجرا قال الله تعالى : يا آدم أما أنت فقد غفرت لك ، وأما ذريتك فمن جاء منهم هذا البيت فباء بذنبه فقد غفرت له ، باء بذنبه اعترف.
وروى ابن خزيمة وأبو الشيخ فى (١) العظمة والديلمى عن ابن عباس رضى الله تعالى عنهما أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : إن آدم أتى هذا البيت ألف أتية لم يركب قط فيهن من الهند على رجليه ، ثلاثمائة حجة وسبعمائة عمرة ، وأول حجة حجها آدم وهو واقف بعرفة أتاه جبريل فقال : يا آدم بر نسكك ، أما إنا قد طفنا بهذا البيت قبل أن تخلق بخمسين ألف سنة.
وروى الأزرقى (٢) والجندى وابن عساكر عن ابن عباس قال : حج آدم فطاف بالبيت سبعا فلقيته الملائكة فى الطواف فقالوا : بر حجك يا آدم ، إنا قد حجننا هذا البيت قبلك بألفى عام ، قال : فماذا كنتم تقولون فى الطواف؟ قالوا كنا نقول سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ، قال آدم : فزيدوا فيها ولا حول ولا قوة إلا بالله فزادت الملائكة فيها ذلك ، ثم حج إبراهيم بعد بنائه البيت فلقيته الملائكة فى الطواف فسلموا عليه فقال لهم : ماذا كنتم تقولون فى طوافكم؟ قالوا كنا نقول قبل أبيك آدم : سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر فأعلمناه ذلك فقال : زيدوا ولا حول ولا قوة إلا بالله ، قال : زيدوا فيها العلى العظيم ، فقالت الملائكة ذلك. تنبيه : قد تقدم روايته أن سيدنا موسى صلىاللهعليهوسلم حج على جمل أحمر ، وذكر الشيخ أبو الحسن فى شرح مناسك النووى حديث الطبرانى عن ليث ابن أبى سليم وبقية رواته ثقات أنه صلىاللهعليهوسلم قال : حج موسى على ثور أحمر عليه عباءة قطوانية ، قال : وبعض النواحى يركبون البقر ، فإن قلنا بحل ركوبها وهو ما يؤمن إليه كلامهم فواضح ، لكن الحديث ربما يومىء إلى خلافه ، ثم رأيت السبكى فى فتاويه مال إلى تحريم ركوبها أخذا من ميله إلى تحريم المشى على الكلمات المكتوبة على البسط
__________________
(١) العظمة ص ٧٠.
(٢) أخبار مكة ١ / ١٢٠