على أسميه وسموات انتهى ولعل معتقد مولانا سعدى أفندى أن المطر خلق ابتداء من السحاب ، أو أن أخذه فى البحر الملح والذى ذكره السيوطى فى المهمة عن خالد بن يزيد «أن المطر منه ما هو من السماء ، ومنه ما يستفيد الغيم من البحر فيعذبه الرعد والبرق فأما كان من البحر فلا يكون له نبات ، وإنما النبات مما كان من السماء ، إذا علمت ذلك فلنرجع لما نحن بصدده فنقول : ما تقدم نقله عن شيخى أفندى من أن الله خلق الأرض فى موضع بيت المقدس ، إلى آخره أحد قولين فقد نقل كلا منهما فى تاريخ الخمينى فقال روى عن الحسن أن الله خلق الأرض فى موضع بيت المقدس كهيئة الفهر ، عليها دخان ظلمان ملتصق بها ، ثم أصعد منها الدخان وخلق منه السموات. وأمسك الفهر فى موضعه ، وبسط منه الأرض ، وفى المدارك وغيره بسط الأرض من تحت الكعبة قد يكون قوله تعالى (كانَتا رَتْقاً فَفَتَقْناهُما) والرتق الالتزاق ، وفى مرايس الثعلبى قال العلماء ، ثم أراد الله عزوجل أن يخلق السموات فخلق جوهرة مثل السموات السبع والأرض السبع ثم نظر إليها هيبة ، فصارت ماء ، ثم نظر إلى الماء فغلا ، وارتفع له زبد ودخان فخلق من الزبد الأرض ، ومن الدخان السماء ، لقوله تعالى (ثُمَّ اسْتَوى إِلَى السَّماءِ وَهِيَ دُخانٌ) ثم فتقها بعد ما كانت طبقة واحدة وحيرها سبعا ، وذلك قوله تعالى (أَنَّ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ كانَتا رَتْقاً فَفَتَقْناهُما) الآية وذكر ابن العماد أنه قيل : أن الله نطق زمردة خضرا كغلظ السموات والأرض ثم نظر إليها نظر العظمة فانما عن فصارت ماء ، فمن ثم ترى الماء دائما يتحرك من تلك الهيبة ، ثم إن الله تعالى رفع من البحر بخارا وهو الدخان الذى ذكره فى قوله تعالى (ثُمَّ اسْتَوى إِلَى السَّماءِ وَهِيَ دُخانٌ) فخلق السماء من الدخان وخلق الأرض من الماء والجبال من موج الماء انتهى. وذكر السيوطى فى المهمة السنية فى قوله تعالى : (ثُمَّ اسْتَوى إِلَى السَّماءِ وَهِيَ دُخانٌ) وذاك الدخان من تنفس ، الماء حين تنفس فجعلها سماء واحدة ثم فتقها فجعلها سبع سموات يومى الخميس والجمعة ، وإنما يسمى يوم الجمعة لأنه جمع فيه خلق السموات والأرض وأوحى فى كل سماء أمرها قال خلق فى كل سماء أمرها قال خلق فى كل سماء خلقها من الملائكة والخلق