هذه الكواكب من بقية نجوم السماء الكواكب الثابتة سميت بذلك ؛ لثباتها فى الفلك بموضع واحد ، وقيل لبطء حركتها فإنها تقطع الفلك بزعمهم بعد كل ستة وثلاثين ألف سنة شمسية مرة واحدة ، ولكل كوكب من الكواكب السيارة فلك من الأفلاك يخصه والأفلاك أجسام كريات مشتتات بعضها فى جوف بعض. وهى تسعة أقربها من تلك القمر وآخرها تلك الثوابت وفيه كل كوكب يرى فى السماء سوى السبعة السيارة ومن فوق فلك الثوابت الفلك المحيط وهو الفلك التاسع دائم الدوران كالدولاب ، ويدور فى كل أربعة وعشرين ساعة مستوية دورة واحدة ودورانه يكون أبدا من المشرق إلى المغرب ، ويدور بدوراته جميع الأفلاك الثمانية وما يحويه من الكواكب دورانا حركته قسرية لإدارة التاسع لها ، وعن حركة التاسع المذكور يكون الليل والنهار مدة بقاء الشمس فوق أفق الأرض ، والليل مدة غيبوبة الشمس تحت أفق الأرض ، وقد اختلف فيما وراء الفلك التاسع فقيل فلا وقيل ملا وقيل لا وفلا وملا. انتهى المقصود منه لكن قال السيد عيسى الصفوى : لم يبلغنا فى كتاب سماوى ولا فى حديث نبوى أن الله خلق فوق العرش شيئا.» انتهى .. وقد ذكر لهذه السموات أسماء فالأول رفيعا وقيل وقيع والثانية اسمها أرتلون والثالثة فيدوم. والرابعة عوناه والخامسة ربعاه والسادسة اسمها دفقاه والسابعة اسمها عرساه وقيل القراح وهذه الأسماء المذكورة للسموات نقلها السيوطى فى الهيئة لكن يحتاج إلى ضبط ومراجعة لعموم التحريف فى النسخ. وأما صفة الملائكة الساكنين فيها وأسماء من يحفظها فقد تكفل فيه السيوطى فى الحبائك فليراجع هذا ، وأما الكلام على جميع السموات دون الأرض فقد بين القاضى حيث جمع السموات دون الأرض لاختلاف العلويات بالأصل والذات دون السفليات ، وأراد بالاصل الحقيقة كما روى أن السماء الأولى من زمردة خضراء ، والثانية من فضة بيضاء ، والثالثة من ياقوتة حمراء ، والرابعة من درة بيضاء والخامسة من ذهبة حمراء ، والسادسة من ياقوتة خضراء ، والسابعة من نور كذا جاء عن سلمان الفارسى بسنده رواه كما بينه السيوطى فى كتاب الحبائك وفى الهيئة السنية واختار كما سيأتى من رواية الربيع بن أنس الآتية فقد قال «القاسم بن أبى بذة» السماء ليست مربعة لكنها