يبارك لأهلها فى الماء واللبن ووجدوا فى المقام كتابا فيه مكة بلد الله الحرام يأتيها رزقها من ثلاثة سبل جميع سبيل الطريق أول من أهلها ، ووجدا آخر مكتوب فيه من يزرع خيرا يحصر غبطة وهى تمنى حصول مثل الخبر الذى فيه غيرك ومن يزرع شرا يحصد ندامة ، تعملون السيئات وتجزون الحسنات ، آجل نعم ورنا ومعنى كما يجتنى من الشوك العنب ثم بنوها حتى بلغ البنيان موضع الركن أى الحجر الأسود وسمى ركنا لأنه مبنى فى الركن فاختصموا فيه كل قبيلة تريد أن ترفعه إلى موضعه دون الاخرى حتى تجاوزوا فوقيه فحاء مهملة فألف فواو فزاى معجمة أى انحازت كل قبيلة إلى جهة وتحالفوا وأعدوا للقتال فقربت بنو عبد الدار جفنة مملوءة دماء ثم تعاقدوا أنهم وبنو عدل بن كعب على الموت وأدخلوا أيديهم فى ذلك الدم ، فى تلك الجفنة فسموا عقة الدم فمكثت قريش على ذلك أربع ليالى أو خمسا ثم إنهم اجتمعوا فى المسجد فتشاوروا وتناصفوا فزعم بعض أهل الرواية أن أبا أمية بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم إذا سن قريش كلها فقال : يا معشر قريش اجعلوا بينكم فيما تختلفون فيه أول من يدخل من باب هذا المسجد يقضى بينكم ، فكان أول داخل رسول الله صلىاللهعليهوسلم فلما رأوه قالوا هذا الأمين رضينا ، هذا محمد ، فلما انتهى إليهم وأخبروه الخبر قال صلىاللهعليهوسلم هلم إلىّ ثوبا فأتى به فأخذ الركن فوضعه فيه بيده ثم قال ليأخذ كل قبيلة بناحية من الثوب ثم ارفعوه جميعا ففعلوا حتى إذا بلغوا به موضعه وضعه بيده صلىاللهعليهوسلم وكانت قريش تسمى رسول الله صلىاللهعليهوسلم قبل أن ينزل عليه الوحى الأمين قال فى الزهر : وكان ذلك فى يوم الإثنين وروى يعقوب ابن سفيان عن ابن شهاب أن قريشأ لما بنوا الكعبة فبلغوا موضع الركن اختصمت فى الركن أى القبائل من رفعه فقالوا تعالوا نحكم أول من يطلع علينا فطلع عليهم رسول الله صلىاللهعليهوسلم وهو غلام فحكموه فأمر بالركن فوضع فى ثوب ثم أخرج سيد كل قبيلة فأعطاه ناحية من الثوب ثم ارتقى هو فرفعوا إليه الركن فوضعه هو ، ثم طفق لا يزداد على السن الأرض حتى دعوه الأمين قبل أن ينزل عليه الوحى فطفقوا لا ينجزون جزورا إلا التمسوه فيدعو لهم فيها. وروى ابن سعيد وأبو نعيم عن ابن عباس قال : لما وضع رسول الله صلىاللهعليهوسلم الركن ذهب رجل من