كثيرا وفرغ من عمل ذلك كله فى رجب سنة اثنتين وثمان مائة والمتولى المعروف هذه العمارة الجناب العالى الكبير العلانى ، خواجا شيخ على بن محمد الجيلانى نزيل مكة المشرفة ـ زاده الله رفعة ـ وتوفيقا وكان الى جانب هذا الموضع خلوه فيها بركة تملأ من زمزم ويشرب منها من داخل الى الخلوة لها باب الى جهة الصفا ، ثم شدد جعل فى موضع الخلوة بركة مقبوة ، وفى جدارها الذى قبل الصفا زبازيب من نحاس يتوضأ الناس فيها على أحجار نصبت عند الزبازيب وفوق البركة المقبوة خلوه فيها شباك الى الكعبة وشباك إلى جهة الصفا ، وطابق صغير الى البركة ، وكان عمل ذلك على هذه الصفة فى سنة سبع عشر وثمان مائة هدم ذلك حتى بلغ الأرض فى العشر الأول من ذى الحجة سنة سبع عشرة وثمان مائة ، لما قيل من أن بعض الجهلة يستنجى هناك ، وعمر عوض ذلك سبيل لمولانا السلطان المؤيد بن النصر شيخ ـ نصرة الله ـ ينتفع الناس بالشرب منه ، فيتضاعف له الدعاء ولمن كان السبب فى ذلك وصفة هذا السبيل : بيت مربع مستطيل فيه ثلاثة شبابيك كبار من حديد ، فوق كل شباك لوح من جبس صنعة حسنة من كل واحد الى جهة الكعبة واثنان إلى جهة الصفا ، وتحت كل شباك حوض فى داخل البيت وفيه بركة حاصل للماء ، وله سقف مدهون يراه من داخل السبيل ، وباب إلى جهة الصفا وله رفرف من خشب من خارجه ، وفوق ذلك شراريف من حجارة منحوته وباطن السبيل منور ظاهره مرخم بحجارة ملونة ، وجاءت عمارته حسنه وفرغ منها فى شهر رجب سنة ثمان عشرة وثمانمائة ، وابتدى فى عمله بأثر سفر الحاج وفى موضع هذه الخلوة كان مجلس عبد الله بن عباس ـ رضى الله عنهما ـ على مقتضى ما ذكر الأزرقى والفاكهى ، ومن الحجر الأسود إلى وسط البيت الذى فيه بئر زمزم أحد وثلاثون ذراع وسدس ذراع بذراع الحديد ذكر أسماء زمزم قال الفاكهى : أعطانى أحمد بن محمد بن ابراهيم كتابا ذكر فيه أنه عن أشياخه من أهل مكة فكتبته من كتابه فقالوا هذه تسمية أسماء زمزم هى زمزم وهى مزمة جبريل وسقيا الله إسماعيل لا تنزف ولا تذم وهى بركة وسيدة نافعة ومضمونة وعونه ويسرى وصافية وبرزة وعصمة وسالمه وميمونه ومباركة وكافية وعافية ومعذبة وطاهرة ومقداة وجرمية. ومروية. ومؤنسة وطعام طعم وشفاء من