استعملتك عليها» ، وعقد له لواء ، وقال له : «سر حتى ترد أرض بني أسد ، فأغر عليهم قبل أن تلاقي عليك جموعهم» ، وأوصاه بتقوى الله ومن معه من المسلمين خيرا ، فخرج في تلك السّرية خمسون ومائة ، منهم أبو سبرة بن أبي رهم ، وهو أخو أبي سلمة لأمّه ، أمّه مرّة بنت عبد المطلب ـ وعبد الله بن سهيل بن عمرو ، وعبد الله بن مخرمة العامري. ومن بني مخزوم : مغيث (١) بن الفضل بن حمراء الخزاعي حليف فيهم ، وأرقم بن أبي الأرقم من (٢) أنفسهم ، ومن بني فهر (٣) أبو عبيدة بن الجرّاح ، وسهيل بن بيضاء. ومن الأنصار : أسيد بن الحضير ، وعبّاد بن بشر ، وأبو نائلة ، وأبو عيسى (٤) ، وقتادة (٥) بن النعمان ، ونضر بن الحارث الظّفري ، وأبو قتادة ، وأبو عباس الزرقي ، وعبد الله بن زيد ، وخبيب بن يساف ، فيمن لم يسمّ لنا.
والذي هاجه أن رجلا من طيئ قدم المدينة يريد امرأة ذات رحم له من طيئ متزوجة رجلا من أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فنزل على صهره الذي [هو] من أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوسلم فأخبره أن طليحة وسلمة ابني خويلد تركهما قد سارا في قومهما ومن أطاعهما يدعوانهم إلى حرب رسول الله صلىاللهعليهوسلم يريدون أن يدنوا للمدينة ، وقالوا : نسير إلى محمّد في عقر داره ، ونصيب من أطرافه ، فإن لهم سرحا يرعى بجوانب المدينة ، ونخرج على متون الخيل ، فقد أربعنا خيلنا (٦) ، ونخرج على النجائب المجنونة (٧) ، فإن أصبنا نهبا ، لم ندرك ، وإن لاقينا جمعهم كنا قد أخذنا للحرب عدّتها ، معنا خيل ، ولا خيل معهم ، ومعنا نجائب أمثال الخيل ، والقوم منكوبون قد وقعت بهم قريش حديثا ، فهم لا يستبلّون دهرا ولا يثوب لهم جمع ، فقام منهم رجل منهم يقال له قيس بن الحارث بن عمير فقال : يا قوم ، والله ما هذا برأي ما لنا قبلهم وتر ، وما هم نهبة لمنتهب ، إن دارنا لبعيدة من يثرب ، وما لنا جمع كجمع قريش مكثت قريش دهرا تسير في العرب تستنصرها ولهم وتر يطلبونه ، ثم ساروا حتى قد امتطوا الإبل وفادوا الخيل
__________________
(١) عند الواقدي : معتّب.
(٢) بالأصل : عن.
(٣) بالأصل : «فهرا» والمثبت عن الواقدي.
(٤) عند الواقدي : وأبو عبس.
(٥) بالأصل : «وأبو قتادة» والمثبت عن الواقدي.
(٦) أربع الخيل : أي رعاها في الربيع.
(٧) الواقدي : النجائب المخبورة.