وعلى قضاعي ، ثم أتى بني ورقاء ـ من بني الصّيداء وفيهم بيت الصيداء وغيرها بكتاب النبي صلىاللهعليهوسلم وأمره إلى عوف بن فلان فأجابه ، وقبل آمره ، وكان بنو ورقاء يسامون بني فقعس ، فشغب على طليحة وراسلوا كلّ مسلم ثبت على إسلامه ، وكان الإسلام يومئذ في بني مالك فاشيا ثابتا ، وكان السعدان والحنزب قد تنازعوا في أمر طليحة ، وعسكر المسلمون بواردات (١) واجتمعوا إلى سنان وقضاعي وضرار ، وعوف ، وعسكر الكافرون بسميراء ليجتمعوا إلى طليحة ، وأطرق طليحة ونظر في أمره ، واجتمع ملأ عوف وسنان وقضاعي على أن دسوا لطليحة مخنف بن السليل الهالكي ، وكان بهمة ، وكان قد أسلم فحسن إسلامه ، وكان بقية بني الهالك ، وكانوا أكنونا ولهم يقول الشاعر :
جنوح الهالكي على يديه |
|
مكبّا يجتلي نقب النّصال |
وكان مخنف إذا هاجت حرب سار في القبائل يسنّ السّيوف ، وقالوا : لا يستكن على خالها وشأنك طليحة ففعل ، فلما وقع إليهم ، أرسل إليه فأعطاه سيفه ، فشحذه له ثم قام به إليه ، ورجال من قومه. فنام عليه ، فطبق به عليه هامته ، فما خصه ، وخرّ طليحة مغشيا عليه وأخذوه فقتلوه ، فلما فاق طليحة قال : هذا عمل ضرار وعوف ، فأمّا سنان وقصاعي فإنهما تابعان لهما في هذا ، وقال طليحة في ذلك :
وأقسمت لا يلوي بي الموت حيلة |
|
وباقيعمردونه وسرار(٢)وأنفكعنعوفالخنا وأروعه |
ويشرب منها بالمرار ضرار |
فأجابه ضرار :
أقسمت لا تنفك حرمان خائفا |
|
وإن برحت بالمسلمين دثار |
وأنفك حتى أقرع الترك (٣) طالعا |
|
وتقطع قربي بيننا وحوار |
وشاعت تلك الضرة في أسد وغطفان وقالوا : لا يحيك في طليحة ، ونما الخبر إلى المدينة ، ومدّت غطفان وأسد إليها أعناقهم ، وصار فتنة لهم.
قال : وحدّثنا سيف بن بدر بن الخليل ، عن علي بن ربيعة الوالفي قال : حدثت
__________________
(١) واردات : موضع عن يسار طريق مكة ، وأنت قاصدها (ياقوت).
(٢) كذا البيت بالأصل.
(٣) كذا.