البزاحة قام فيهم طليحة ، قال : أمرت أن تصنعوا رحا ذات عرى ، يرمي الله بها [من](١) رمى ، يهوى عليه [من](٢) هوى ، ثم عبأ جنوده وقال : ابعثوا فارسين على فرسين أدهمين من بني نصر بن قعين يأتيانكم بعين ، فبعثوا فارسين من بني نصر بن قعين ، فأتياه بعين فخرج هو وسلمة طليعتين.
أنبأنا أبو محمّد بن الآبنوسي ، ثم أخبرنا أبو الفضل بن ناصر عنه ، أنا أبو محمّد الجوهري ، أنا أبو الحسين بن المظفّر ، أنا أبو علي المدائني ، أنا محمّد بن عبد الله بن البري ، نا ابن هشام ـ يعني عبد الملك ـ عن زياد ـ يعني ابن عبد الله البكّائي ـ عن ابن إسحاق : أن طليحة قتل عكّاشة بن محصن في الردّة في خلافة أبي بكر الصّديق حين ارتدّ طليحة الأسدي فقال طليحة :
ما ظنكم بالقوم إذ تقتلونهم |
|
أليسوا وإن يسلموا برجال |
فإن تكن أذواد أصبن ونسوة |
|
فلن يذهبوا فرعا ثقيل حبال |
نصبت لهم مكر الحمالة إنها |
|
معاودة قيل الكماة نزال |
فيوما تراها في الجلال مصونة |
|
ويوما تراها غير ذات جلال |
عشية غادرت ابن أقرم ثاويا |
|
وعكّاشة الغنمي عند مجال |
أخبرنا أبو علي بن أشليها وابنه أبو الحسن علي قالا : أنا أبو الفضل بن الفرات ، أنا أبو محمّد بن أبي نصر ، أنا علي بن يعقوب ، أنا أحمد بن إبراهيم ، نا محمّد بن عائذ ، نا أبو بكر بن محمّد ، ومروان بن أبي وهب المصري ، عن يونس ، عن ابن شهاب قال : وقتل طليحة يومئذ عكّاشة بن محصن الأسدي وثابت بن أقرم فقال طليحة :
عشية غادرت ابن أقرم ثاويا |
|
وعكّاشة الغنمي تحت مجال |
أقمت لهم صدر الحمالة إنها |
|
معاودة قيل الكماة نزال |
فيوما تراها في الجلال مصونة |
|
ويوما تراها في ظلال عوال |
فما ظنّكم بالقوم إذ تقتلونهم |
|
أليسوا وإن لم يسلموا برجال |
فإن تلك أذواد أصبن ونسوة |
|
فلم يذهبوا فزعا ثقيل حبال |
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الحسين بن النّقّور ، أنا أبو طاهر المخلّص ، أنا أبو بكر بن سيف ، أنا السّري بن يحيى ، أنبأ شعيب بن إبراهيم ، نا
__________________
(١) الزيادة عن الطبري.
(٢) الزيادة عن الطبري.