الحسين بن سفيان النحوي ، نا أحمد بن عبيد بن ناصح ، أخبرنا الواقدي ، نا محمّد بن عبد الرّحمن بن الريان ، عن زيد بن أسلم ، عن مسلم بن جندب ، عن ابن عمر قال : نظرت إلى راية طليحة يومئذ ـ يعني طليحة بن خويلد الأسدي ـ يوم الردّة حمراء يحملها رجل منهم لا يزول بها (١) فترا ، فنظرت إلى خالد بن الوليد حمل عليه فقتله ، وكانت هزيمتهم ، فنظرت إلى الراية تطأها الإبل والخيل والرجال حتى تقطعت.
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد ، أنا أحمد بن محمّد بن النّقّور ، أنا محمّد بن عبد الرّحمن بن العباس ، أنا أحمد بن عبد الله بن سعد ، حدّثنا السّري بن يحيى ، نا شعيب بن إبراهيم ، نا سيف بن عمر ، عن الكلبي : أن طليحة يومئذ أخذ أربعين ، فوافق سعدا وعمرا في العدة ، ولم ينسبهم إلى قوله ، فضربوا عنق أخي حبال ـ.
وقال الكلبي : عنق حبال ـ وخرج طليحة هاربا نحو الشام ، واتبعه عكّاشة ، وثابت ، وكان طليحة قد أعطى الله عهدا لا يسأله أحد النزال إلّا فعله ، فلمّا أدبر ناداه عكّاشة : يا طليحة ، قال : فعطف ، وقال : من أبى فات أزلا ، وقتل طليحة عكّاشة وثابتا بعده وحده لم يكن معه أحد ، ثم لحق بالشام ، فلم يقدم إلّا في إمارة عمر ، وقال : أنت قاتل عكّاشة وثابت؟ والله لا أحبك أبدا ، فقال : يا أمير المؤمنين ما تنعم من رجلين أكرمهما الله بيدي ، ولم يهنّي بأيديهما ، فبايعه عمر ثم قال له خري بن فاتك : ما بقي من كهانتك؟ قال : نفخة ونفختان بالكير ، وقال طليحة حين هرب ومرّ على امرأة من بني أسد ، مثل الحديث الأوّل.
قرأت بخط أبي عمر بن حيّوية ، عن أبي عمر محمّد بن عبد الواحد الزاهد ، أنا ثعلب ، عن سلمة ، عن الفراء ، قال : هو عكّاشة لا غير لأنه رد الكاف في عكاش.
أخبرنا أبو غالب الماوردي ، أنا أبو الحسن السّيرافي ، أنا أحمد بن إسحاق ، نا أحمد بن عمران ، نا موسى ، نا خليفة (٢) ، نا بكر بن سليمان ، عن ابن إسحاق ، حدّثني طلحة (٣) بن يزيد بن ركانة ، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة (٤) ، قال : قاتل عيينة بن
__________________
(١) كتبت فوق الكلام بين السطرين.
(٢) تاريخ خليفة ص ١٠٣ (ردة طليحة الأسدي).
(٣) كذا «حدثني طلحة» وابن إسحاق لا يحدث عن طلحة بل إنه يحدث عن ابنه محمد ، انظر مروياته في سيرة ابن هشام ١ / ٢٦٠ والطبري ٣ / ٢٦٠ و ٢٥٦.
(٤) عن خليفة وبالأصل : شيبة.