إذا نفعوا عادوا لمن ينفعونه |
|
وكائن يرى من نافع غير عائد |
فألقى إليه الحجر الآخر ، كذا في الأصل هذه الحكاية.
قال ابن دريد : رواها المقتدر عن أبي العباس أحمد بن منصور اليشكري ، عن ابن دريد ، فأرسلها عنه ، وفي رواية ابن زكريا : بني خالد (١) ، وفي رواية المقتدر : بني مطر ، والصواب : بني خلف.
أخبرنا أبو سعد بن البغدادي ، أنا أبو منصور بن شكرويه ، ومحمّد بن أحمد بن علي السمسار ، قالا : أنا إبراهيم بن عبد الله بن محمّد ، ثنا أبو عبد الله المحاملي ، نا عبد الله بن أبي سعد ، حدّثني علي بن مسلم بن الهيثم الهاشمي ، قال : سمعت أبي يقول : قدم المغيرة بن حبناء (٢) على طلحة الطّلحات ، فأنشده شعرا عاتبه فيه (٣) :
قد (٤) كنت أسعى في هواك وأبتغي |
|
رضاك وأرجو منك ما لست لاقيا |
حفاظا وتمسيكا (٥) لما كان بيننا |
|
لتجزيني ما لا إخالك جاريا |
أراني إذا استمطرت منك سحابة (٦) |
|
لتمطرني صارت عجاجا وسافيا |
وأدليت دلوي في دلاء كثيرة |
|
فأبن ملاء غير دلوي كما هيا |
فلما أنشد قال : إنّا كنا أعطيناك شيئا ، فدعا بدرج فيه ياقوت ، فقال : اختر حجرين من هذه أو أربعين ألفا؟ فقال : ما كنت لأختار أحجارا (٧) على دراهم ، فأعطاه أربعين ألفا ، ثم طلب إليه فأعطاه حجرا منها ، فباعه بعشرين ألفا ، فقال ومدحه (٨) :
أرى النّاس قد هروا (٩) الفعال ولا أرى |
|
بني خلف إلّا رواء الموارد |
إذا نفعوا عادوا لمن ينفعونه |
|
وكائن ترى من نافع غير عائد |
__________________
(١) كذا ، والذي في الجليس الصالح : «بني خلف».
(٢) راجع هامش رقم (٥) في الصفحة السابقة.
(٣) الأبيات في الأغاني ١٣ / ٨٤.
(٤) الأغاني : لقد.
(٥) التمسيك : الصيانة.
(٦) الأغاني : رغيبة ... عادت عجاجا ..
(٧) بالأصل : «أحجار» وفي الأغاني : «حجارة».
(٨) الأبيات في الأغاني ١٣ / ٨٥.
(٩) الأغاني : ملّوا.