إذا ما انجلت عنهم غمامة غمرة |
|
من الموت أحلت كراما مذاود |
وقد قيل : إن الأبيات الثانية لأبي حزابة (١) الوليد بن حنيفة (٢) التميمي يعاتب بها طلحة الطّلحات.
أنبأنا أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك ، أنا ثابت بن بندار بن إبراهيم ، أنا أبو ثعلب عبد الوهاب بن علي بن الحسن اللّخمي ، نا أبو الفرج المعافى بن زكريا ، عن يحيى الجريري ، نا محمّد بن القاسم الأنباري ، حدّثني أبي ، نا أبو عكرمة الضّبّي ، قال : قال المدائني : كان ابن حبناء التميمي صديقا لطلحة الطّلحات الخزاعي ، فلما ولي طلحة الطّلحات سجستان كتب إليه ، فلم يرد عليه لكتبه جوابا (٣) فأرسل إليه رسلا فالدت (٤) فشخص إليه ، فأقام ببابه حتى وصل إليه فأنشده :
قد كنت أسعى في هواك وأبتغي |
|
رضاك وأرجو منك ما لست لاقيا |
وأبذل نفسي في مواطن جمة |
|
وأمصي وأعصي في هواك الأدانيا |
حفاظا وإمساكا لما كان بيننا |
|
لنجزي به يوما فلم تك جازيا |
أراني إذا استمطرت منك سحابة |
|
لتمطرني عادت عجاجا وسافيا |
فلا ترج مني نصرتي ومودتي |
|
إذا كنت عني بالمودة نائيا |
أتجعل غيري نائلا لعطائكم |
|
ومن ليس يغني عنك مثل غنائيا |
وأدليت دلوي في دلاء كثيرة |
|
فأبن ملاء غير دلوي كما هيا |
قال : فقال له طلحة الطّلحات : ما أخرجك إلى هذا العتاب؟ فقال : كتبت وأرسلت ، وسمى الرجل ، فقال : يا غلام هات الكيس الفلاني ، فإنه بكيس مختوم ، فجعل يعتذر من ختمه ، ويقول : ما ختمت على شيء قط ، فأخرج منه ثلاثين درّة فدفعها إلى ابن حبناء فانصرف وتبعه بعض التجار ، فاشترى منه أربعمائة ألف درهم ، وانصرف ببقية إلى أهله ، هو المغيرة بن حبناء بن عمرو الربعي من ربيعة بن حنظلة بن مالك بن يزيد.
__________________
(١) رسمها بالأصل : «حرابه» مهملة بدون نقط ، والمثبت الصواب ، ترجمته في الأغاني ٢٢ / ٢٦٠.
(٢) عن الأغاني وبالأصل : حنيف.
(٣) بالأصل : جواب.
(٤) كذا رسمها بالأصل.