مدينة العريش وغزة وخان يونس وورد الخبر الى مصر ، فعمل الفرنساويون حصارا وضربوا عدة مدافع من القلعة والأزبكية وحضر عدة منهم راكبين الخيول وبعضهم مشاة وعلى بعضهم عمائم بيض ومعهم نفير ينفخون فيه ، وبيدهم بيارق كانت عند المسلمين بقلعة العريش إلى أن وصلوا إلى الجامع الأزهر واصطفوا ببابه رجالا وركبانا وطلبوا الشيخ الشرقاوي شيخ الجامع الأزهر ، وأمروه برفع تلك البيارق على منارات الجامع الأزهر ، فنصبوا بيرقين ملونين على المنارة الكبير ذات الهلالين وعلى منارة أخرى بيرقا وضربوا عدة مدافع بهجة وسرورا ، وكان ذلك ليلة عيد الفطر وعند الغروب ضربوا مدافع إعلاما بالعيد.
وفي افتتاح محرم سنة ١٢١٥ ه وقعت حادثة عجيبة وهي أن سر عسكر الفرنساوية كليبير كان واقفا في بستان داره بالأزبكية وفي صحبته أحد خواصه فدخل شخص يوهم أن له حاجة وضربه بخنجر فشق بطنه وفر هاربا ، ففتشوا عليه حتى أخرجوه من بئر فوجدوه شاميا ، فسألوه فخلط في كلامه فعاقبوه وحرقوا يديه بالنار فقال لهم لا تظلموا أهل مصر فأنا من جملة جماعة بعنا أنفسنا للموت واتفقنا على قتل رؤسائكم فقيل له أين كنت تأوي فقال عند فلان وفلان برواق الشوام بالأزهر ولا يدرون حالي فأحضروا الشيخ الشرقاوي والعريشي وألزموهما بإحضار الذين كان يأوي اليهم وهم أربعة ثم ركبوا إلى الأزهر وصحبتهم أغوات الانكشارية وقبضوا على ثلاثة ولم يجدوا الرابع ثم أخذوا المقتول وألبسوه برنيطة ، ووضعوا معه الخنجر الذي قتل به وحملوه على عربة إلى تل العقارب حيث القلعة التي بنوها هناك وضربوا له المدافع واحضروا القاتل وضربوا رقاب الشوام الثلاثة المظلومين وحرقوا جثثهم ورفعوا رؤوسهم على خوازيق ثم وضعوا قتيلهم في تخشيبة وضعوا عندها عسكرا يتناوبون ليلا ونهارا وخلفه منو واظهر أنه أسلم وتسمى بعبد الله ، وحضر قائمقام والأغا الى الازهر وشقوا فيه وفي أروقته وأرادوا نبش اماكن للتفتيش على السلاح واخذ المجاورون في نقل أمتعتهم وإخلاء الأروقة ونقلوا كتب الوقف ، ثم أنهم كتبوا أسماء