المجاورين في قائمة وأمروهم أن لا يأووا آفاقيا مطلقا وأخرجوا منه الأتراك بالكلية ، وفي اليوم نفسه توجه الشيخ الشرقاوي والمهدي والصاوي إلى عسكر منو ، واستأذنوه في قفل الجامع وتسميره فتكلم بعض القبط وقال هذا لا يصح فحنق عليه الشيخ الشرقاوي وقال اتركونا يا قبط واكفونا شر دسائسكم وقصد الشيخ منع الريبة فإنه ربما دسوا من يبيت به واحتجوا بذلك على إنجاز أغراضهم ولا يمكن الاحتراس من ذلك لكثرة أبواب الجامع واتساع زواياه ، فأذنوا لهم بذلك وسمروا أبوابه وكذا سمروا مدرسة محمد بك المقابلة له وأخرجوا منها الاتراك واستمرت الشدة والازعاج إلى أن أخذ الفرنساويون في الجلاء من الديار المصرية .. وفي غاية محرم سنة ١٢١٦ ه فتح الجامع الأزهر وكذلك المدرسة وفرح الناس فرحا شديدا وهنأ بعضهم بعضا.
وفي صفر سنة ١٢١٩ ه فرض على أرباب الحرف والصنائع خمسمائة كيس فضجوا مع ما هم فيه من وقف الحال وأصبحوا لم يفتحوا الدكاكين وحضر منهم طائفة إلى الجامع الازهر ومر الأغا والوالي ينادون بالأمان وفتح الدكاكين ، وفي ثاني يوم تجمع الكثير من غوغاء العامة والأطفال ومعهم طبول وصعدوا إلى منارات الجامع الأزهر يصرخون ويطبلون وتحلقوا بمقصورة الجامع يدعون ويتضرعون ووصل الخبر إلى الباشا فأرسل إلى السيد عمر مكرم النقيب يقول إنا رفعنا عن الفقراء فقال السيد عمر إن هؤلاء الناس وأرباب الحرف كلهم فقراء وكفاهم ما هم فيه من القحط ووقف الحال فكيف تطلب منهم مغارم الجوامك ، فرجع الرسول بذلك ثم عاد بفرمان يتضمن رفع الغرامة عن المذكورين ونادى المنادي بذلك فاطمأن الناس وتفرقوا إلى بيوتهم وخرج الأطفال يفرحون.
وفي صفر سنة ١٢٢٠ ه أكلت العسكر الدلانية الزرع وخطفوا ما صادفهم من الفلاحين والمارين وأخذوا النساء والأولاد بلا فساد فحضر سكان مصر القديمة نساء ورجالا إلى الجامع الأزهر يستغيثون ويخبرون أن الدلاتية أخرجوهم من ديارهم وأخذوا أمتعتهم ونساءهم ، فخاطب المشايخ