المذاهب الأربعة ، والقراءات والطب والميقات (١) .. وكان أعمر ما يكون في دولة بني طولون.
ـ ٣ ـ
وفي عام ٣٢١ ه ولي على مصر من قبل خلفاء بني العباس محمد ابن طغج الإخشيدي الذي أقام الدولة الإخشيدية في مصر والشام ، ومات في ذي الحجة عام ٣٣٤ ه ، وخلفه ابنه أبو القاسم أنوجور وكان صغيرا ، فأقيم أستاذه كافور الإخشيدي وصيا عليه ، وحكم المملكة باسمه ، ومات أنوجور عام ٣٤٩ ه ، فقام أخوه على مقامه حتى مات عام ٣٥٥ ه ، فاستقرت المملكة باسم كافور ودعي له على المنابر في مصر والشام ، ومات عام ٣٥٧ ه ، فولى المصريون بعده أبا الفوارس أحمد بن علي بن الإخشيد ، فأقام شهورا حتى فتح الفاطميون مصر ، وانتزعها جوهر الصقلي منه عام ٣٥٨ ه.
وفي عهد الدولة الإخشيدية ظل المسجد العتيق ومسجد أحمد بن طولون يؤديان رسالتهما العلمية.
كانت الحلقات العلمية في هذين المسجدين حافلة بالعلماء والمتعلمين ، وكانت تعقد حلقات خاصة في منازل أكابر العلماء والفقهاء ، حيث كانوا يجتمعون بتلامذتهم ، يقرأون ويدرسون بعض شروح الفقه الإسلامي ، وبعض كتب العبادات والتصوف واللغة والأدب ، ومن ذلك حلقة ببيت عبد الله بن الحكم الفقيه المالكي وولديه عبد الرحمن ومحمد ، وكانوا من أنبغ الفقهاء المحدثين حتى أوائل القرن الثالث ... وهذه الأسرة هي التي أكرمت وفادة الإمام الشافعي في مصر .. وفي القرن الرابع كان العلماء في المسجد العتيق والمسجد الطولوني عديدين ، وكان من أشهرهم : أبو القاسم بن قديد ، وتلميده الكندي صاحب الكتاب
__________________
(١) ١٣٨ ج ٢ المرجع السابق.