ولا وجل ، ولا مكترث بالحكم الذي سيصدر عليه ، ونقتبس هنا طرفا من محاكمته : سئل رحمه الله تعالى : هل ختم على عزل الخديوي وإسناد أمر الدفاع عن البلاد إلى عرابي باشا برغبته ورضاه ، أم لسبب آخر؟. فأجاب «ختمت تابعا للعلماء الذين ختموا قبلى مثل شيخ الإسلام ومفتي الجامع الأزهر وشيخ الجامع وغيرهم ، وكان ختمي برغبتي ورضائي للمدافعة الواجبة شرعا وسياسة ، وما كان ينبغي لأحد أن يمتنع عن الختم. ولما سئل : هل علم المجلس أنك أفتيت بعزل الجناب الخديو فهل هذا حقيقة أم لا؟ أجاب : بأنه : لم تصدر مني فتوى في ذلك ، ولم أسأل في هذه المادة. ومع ذلك فإن جئتموني الآن بمنشور فيه هذه الفتوى فإني أوقعه ، وما في وسعكم وأنتم مسلمون أن تنكروا أن الخديو توفيق مستحق للعزل لأنه خرج عن الدين والوطن.
وقد وقفنا على قصيدة لحضرة الفاضل الشيخ محمد النجار جمعت ما جمعت من وصف الحال في الثورة العرابية ، والدعاء لاستنهاض الهمم واستثارة الحمية ، وجاء فيها :
بالنصر قد جاء الكتاب مشيرا |
|
وبه أتى هادى الأنام بشيرا |
يا أحمد المرجو لمصر ومن غدا |
|
فينا أمينا للجيوش أميرا |
بشراك بالنصر المبين فثق به |
|
وكفى بربك هاديا ونصيرا |
فازحف بجيشك يا مظفر ضاربا |
|
في الإنجليز وقاتلن سيمورا |
واقطع بسيفك أمة قد أمروا |
|
أنثى عليهم إذ عدمن ذكورا |
قوم تربوا في الثلوج فطبعهم |
|
يهوى البرود ولا يطيق حرورا |
يا يوم قد خرجوا وجر وبورهم |
|
رمما وجرحاهم تمج بحورا |
رجعوا ويوم السبت مبغوض لهم |
|
إذ لم يروا في يوم سبت نورا |
قد أحرقوا قتلاهم من ظلمهم |
|
حتى لقد ظلموا بذاك سعيرا |
ضربوا مدافع حزنهم أسفا على |
|
من مات منهم خاسئا وحسيرا |
ندبوا رؤوسهم وقد هلكوا وما |
|
بالبحر إلا من رأيت صغيرا |
كتبوا لسيدة لهم أن جهزي |
|
غنما لعيد المسلمين كثيرا |