إلى انجلترا وفرنسا وألمانيا في جو من الغبطة والحذر ، وكان في ذلك أحياء لمجد الأزهر ، وقام شيخ الجامع الأزهر بتوديع هذه البعثات بنفسه في حفل من العلماء والطلاب ، وألقى فيهم خطابا رسم فيه الغاية من إرسالهم ، وصور الجو الذي أحاط بهذه الفكرة فقال : «أرسلكم الأزهر وقلبه يخفق ، وأنا واثق من أنكم ستكونون بهديكم وبقولكم وعملكم ومحبتكم أحسن الأمثلة لخريجي الأزهر الشريف». وقال : أنتم في البلاد التي ستقيمون فيها مرشدون أولا وتلاميذ ثانيا ولا يعفيكم واجبكم الثاني من واجبكم الأول هو في الحق المقصد الأسمي من هجرتكم» .. ولتمكين الأزهر من أداء رسالته بكل ما يمكن من الوسائل فكر الشيخ الظواهري في إنشاء مجلة خاصة بالأزهر تكون صوته الرسمى يدوى في مصر والأقطار الاسلامية ، وتكون مجالا للنشاط العلمي لعلمائه وطلابه ، «وتعمل على نشر آداب الإسلام ، وإظهار حقائقة خالصة من كل لبس وتكشف عما ألصق بالدين من بدع ومحدثات وتنبه إلى ما دسّ في السنة من أحاديث موضوعة ، وتدفع الشبهة التي يحوم بها مرضى القلوب» ، وابتدأ صدورها سنة ١٩٣٠ م وأنشىء لها ولمطبوعات الأزهر والمعاهد مطبعة خاصة كاملة الأدوات تسد الآن حاجة المجلة والكليات والمعاهد من جميع المطبوعات.
وفي يوم الثلاثاء ٢ من ذي الحجة سنة ١٣٥١ ه ـ ٢٨ مارس سنة ١٩٣٣ احتفل رسميا بافتتاح كلية أصول الدين. وفي يوم الأربعاء التالي له احتفل كذلك رسميا بافتتاح كليتي الشريعة واللغة ، وجاء في كلمة شيخ الأزهر إبان ذاك ، الشيخ محمد الاحمدي الظواهري التي ألقاها في هذه المناسبة بحضور رجالات الدولة :
«صدر القانون رقم ٤٩ لسنة ١٩٣٠ وافيا بهذه الأغراض السامية ، مع المحافظة على صبغة الأزهر الدينية والعربية. وكان من أكبر مزاياه إنشاء كليات : أصول الدين ، والشريعة ، واللغة العربية ، وجعل أبوابها مفتحة لجميع الطلاب المسلمين على اختلاف جنسياتهم. واستدراك ما كان