على مذهب بعينه ، بل كان لكل مذهب مفت. وكان المفتون يجلسون بعد دروسهم لإفادة الناس ، فكان بجامع محمد بك ثلاثة أماكن برسم جلوس ثلاثة من المشايخ المفتين ، وكان منهم الشيخ أحمد الدردير مفتي المالكية ، والشيخ عبد الرحمن العريشي مفتي الحنفية ، والشيخ الكفراوي مفتي الشافعية. وكان الأزهر يتولى شئونه في أول عهده رجل يسمى مشرف. وفي عهد المماليك كان يتولى أمره رجل من كبار الموظفين يسمى ناظرا ، منهم الأمير الطواشي بهادر المقدم على المماليك السلطانية ، ولى نظره في سنة ٨٧٤ ه وهو الذي أنجز مرسوم السلطان الملك الظاهر برقوق الخاص بجعل أبناء الأزهر أسرة واحدة يرث بعضهم بعضا إذا مات أحدهم ولم يكن له وارث شرعي. ومنهم الأمير سودوب القاضي حاجب الحجاب ، ولى نظره سنة ٨١٨ ه. أما تلك الرياسة الدينية العلمية فعرفها الأزهر في العهد التركي بلقب «شيخ الأزهر» .. ولقد توالى على هذه الرياسة منذ إنشائها حتى الآن أربعون شيخا ، وأولهم الشيخ الخرشي هذا.
٢ ـ وتقلدها على الأرجح بعده الشيخ إبراهيم بن محمد البرماوي الشافعي وبقي فيها إلى أن توفي سنة ١١٠٦ ه.
٣ ـ الشيخ محمد النشرتي المالكي وقد توفي عام ١١٢٠ ه (١) وهو ثالث شيخ للأزهر.
٤ ـ وخلفه الشيخ عبد الباقي القليني المالكي في المشيخة والتدريس (٢) ، ولما مات تقلدها بعده الشيخ محمد شنن.
__________________
(١) ٢٠٨ ج ١ الجبرتي
(٢) نشأ الشيخ عبد الباقي القليني في بلدة قلين بمحافظة كفر الشيخ ، ثم وفد إلى القاهرة للدراسة بالأزهر ، وتلقى العلم على مجموعة من كبار علمائه منهم : الشيخان إبراهيم الرماوي ومحمد النشرتي ... وبعد أن أتم دراسته جلس للتدريس في الأزهر فانتظم في حلقته الكثيرون من مقدري علمه وعارفي فضله.
من أهم ما عني به الشيخ القليني .. توجيه تلاميذه إلى العناية بالكتب القديمة ، والغوص في أعماقها لاستخراج ما بها من كنور ومعارف ، وكايعينهم على فهم ما استغلق عليهم من