من يفيد الطلبة ، فقال القاضي ومن الذي ترضونه؟ فقالوا نرضى الشيخ المهدي ، وقام الكل وصافحوه وقرءوا الفاتحة وكتب القاضي إعلاما بذلك ، وركب المهدي إلى بيته في كبكبة وحوله المشايخ والمجاورون وشربوا «الشربات» وهنئوه وانتظروا جواب الإعلام من الباشا فلم يأت ، والمدبرون بدبرون شغلهم ، وأحضروا الشيخ الشنواني من مصر القديمة وتمموا تدبيرهم ، وأحضروا الشيخ منصور اليافي ليعيدوه إلى مشيخة الشوام وجمعوا بقية المشايخ آخر الليل وركبوا في الصباح إلى القلعة فخلع الباشا على الشيخ محمد الشنواني فروة سمور وقرره شيخا ، وكذلك على السيد منصور اليافي وقرره على رواق الشوام كما كان ، وأتى إليه الناس أفواجا يهنئونه بالمشيخة.
١٥ ـ الشيخ محمد العروسي .. وقد تولى المشيخة بعد الشيخ الشنواني وتوفي في عام ١٢٤٥ ه (١).
١٦ ـ الشيخ أحمد بن علي الدمهوجي .. وتوفي في ٩ من ذي الحجة عام ١٢٤٦ ، وهو نسبة إلى قرية دمهوج قرب بنها.
١٧ ـ الشيخ حسن بن محمد العطار ، توفي عام ١٢٥٠ ه.
وكان أبوه فقيرا عطارا له إلمام بالعلم وكان يستخدم ابنه هذا في صغار شؤون الدكان ويعلمه البيع والشراء فاختلف إلى الجامع الأزهر خفية عن أبيه حتى قرأ القرآن وجد في التحصيل على كبار المشايخ كالشيخ الصبان والشيخ الأمير. ولما دخل الفرنسيون مصر فر إلى الصعيد كجماعة من العلماء. ولما رجع اتصل بهم فكان يستفيد منهم ويفيدهم اللغة العربية وكان يقول : إن بلادنا لا بد أن تتغير أحوالها ويتجدد بها من المعارف ما ليس فيها ويتعجب مما وصلت إليه تلك الأمة من المعارف والعلوم وكثرة كتبهم وتحريرها وتقريبها لطرق الاستفادة .. ثم ارتحل إلى الشام وكان
__________________
(١) ٢٩٤ / ٤ الجبرتي