أيامه حوادث الحملة الفرنسية وتوفى في يوم الخميس ثاني شوال سنة ١٢٢٧ ، ودفن بمدفنه الذي بناه لنفسه بقرافة المجاورين ، ثم عملت أتباعه وأولاده له مولدا في أيام مولد الشيخ العفيفي وكتبوا بذلك فرمانا من الباشا.
١٤ ـ وتولى الشيخ محمد الشنواني مشيخة الأزهر بعد الشيخ الشرقاوي عام ١٢٢٧ ه.
وقد توفي عام ١٣٣٣ ه (١) .. ولتوليه المشيخة قصة ، هي أنه لما توفى الشيخ الشرقاوي في السنة المذكورة طلع المشايخ إلى القلعة للباشا بعد وفاته بثلاثة أيام واستأذنوه فيمن يجعلونه شيخا على الأزهر ، فقال لهم اعملوا رأيكم واختاروا شيخا يكون خاليا عن الأغراض وأنا أقلده ذلك فنزلوا إلى بيوتهم واختلفت آراؤهم ، فالبعض اختار الشيخ المهدي الكبير والبعض اختار الشيخ الشنواني وامتنع الشيخ الأمير عن المشيخة وكذلك ابن الشيخ العروسي ، وكان الشيخ الشنواني منعزلا عنهم يقرأ درسه بجامع الفاكهاني وبيده وظائف خدمته وعند فراغه من الدرس يغير ثيابه ويكنسه ويغسل القناديل ويعمرها ويكنس المراحيض فلما بلغه أنهم ذكروه تغيب .. ثم إن الباشا أمر القاضي بهجت أفندي أن يجمع المشايخ ويتفقوا على شخص يكون شيخا بالشرط المذكور ، فجمع القاضي أكابر العلماء كالقويسي والفضالى ، إلا ابن العروسي والهيثمي والشنواني فأرسلوا إليهم فحضروا ، ولم يحضر الشنواني فأرسلوا إليه رسولا فرجع بورقة ويقول : أن له ثلاثة أيام غائبا عن داره وقال لأهله إن طلبوني فاعطوهم هذه الورقة ، فأخذ القاضي الورقة ففضها وقرأها فإذا فيها بعد البسملة والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلّم : لحضرات مشايخ الإسلام إننا نزلنا عن المشيخة للشيخ بدوي الهيثمي ، فعند ذلك قام الحاضرون قومه واحدة وأكثرهم من الشوام وقالوا هو لم يثبت له مشيخة حتى ينزل عنها ، وقال كبارهم لا يكون شيخا إلا
__________________
(١) ١٦٤ ج ٤ الجبرتي ، ٢٩٤ ج ٤ الجبرتي ايضا.