كل اهل مذهب من المذاهب الثلاثة اثنان ، سوى مذهب ابن حنبل لقلته ، وجعل الامتحان في أحد عشر علما من العلوم المتداولة بالأزهر وهي ، الحديث ، والتفسير ، والأصول ، والتوحيد ، والفقه ، والنحو ، والصرف ، والمعاني ، والبيان ، والبديع ، والمنطق ، ومن يريد الامتحان لا بد أن يكون قد حضر هذه الفنون بالجامع الأزهر وحضر كبار الكتب مثل : السعد وجمع الجوامع ، ثم يقدم طلبا لشيخ الجامع يذكر فيها أنه يريد الدخول في حومة العلماء المدرسين وينتظم في سلك المعلمين ويبين أنه حضر كذا وكذا من الفنون وحضر مختصر السعد وابتدأ في جمع الجوامع مثلا ، فيؤخر الشيخ تلك الرغبة عنده حتى يستخبر عن أحواله ممن يعرف حقيقة أمره ، ثم يكتب للمشايخ بإعطاء الشهادة في حقه بالكتابة فيشهد له جمع من المشايخ أقلهم ثمانية ، ثم يعين له من كل فن درسا ويعطيه ميعادا يطالع فيه كل فن في يوم وعلى رأس الأحد عشر يوما ينعقد مجلس الامتحان في بيت شيخ الجامع (وصار ينعقد في الأزهر بالرواق العباسي) ، ويجعل مريد الامتحان بمنزلة الشيخ والممتحنين بمنزلة الطلبة فيدرس وهم يسألونه وهو يجيبهم ولا يحضر في ذلك المجلس غيرهم فإذا أجاب في كل فن كتب من الدرجة الأولى ، وإذا أجاب في أكثر الفنون كتب من الدرجة الثانية ، وإذا أجاب في الأقل كتب من الدرجة الثالثة ، وإذا لم يجب لم يؤذن له في شيء ، ثم تكتب الشهادة لصاحب الدرجة الأولى وترسل إلى الخديوي ، فتكتب له عريضة تشريف متوجة بختم الخديوي تكون معه ، ويخلع عليه فرجية وشريط مقصب بجعله في عمامته في موضع التشريفات ويكتب للجهات باحترامه ويخفف عنه في السفر نصف الأجرة ، وكان قد استحسن أن لا يمتحن في العام أكثر من ستة ، فإذا تراكمت الطلبات من طالبي الامتحان نظر الشيخ في موجبات الترجيح كالشهرة بالعالمية أو الوجاهة أو سبق التاريخ أو كبر السن ... فكان هو أول من سن قانونا لامتحان طلبة الجامع الأزهر ... وولد الشيخ المذكور بالإسكندرية سنة ١٢٤٣ وقدم مصر سنة ١٢٥٥ واشتغل بالعلم في سنة ١٢٥٦ وتولى الإفتاء سنة ١٢٦٤ وكان يحضر في مقدمة السعد على الشيخ