قبل ، كاللغات الأجنبية ، من شرقية وغربية والاقتصاد السياسي والقانون الدولي الخاص ، وأصول القوانين ووسائل الدعوة الى سبيل الله ، والخطابة والالقاء والمناظرة ، وعلم النفس والتربية البدنية وغيرها ، ويتبين من رسالة مشيخة الأزهر أيضا أن الظواهري قد سبق إلى التفكير في إيفاد بعوث من الأزهر للدعوة للاسلام في الخارج ، فأوفد بعثتين للصين والحبشة وأنشأ مجلة «نور الإسلام» ووضع مشروع الأبنية الفخمة للجامعة الأزهرية الحديثة ، وقد تمت في عهده ثلاث من عمائرها الكبرى.
وللشيخ الأحمدي أثر ظاهر في ميدان آخر نحب أن لا يفوتنا التنويه به هنا. ويتجلى ذلك في الأثر في تقرير محفوظ بوزارة الخارجية المصرية عن المؤتمر الإسلامي الذي دعا إليه الملك ابن سعود ، وعقد في مكة سنة ١٩٢٦ ، ويتبين منه أن الشيخ الظواهري استطاع وهو رئيس وفد مصر في ذلك المؤتمر أن يكون واسطة العقد بين المؤتمرين ، وأن يكون رسول سلام وتوفيق بين المتنازعين في موضوع الحرية المذهبية في أرض الحجاز ، كما استطاع بقوة حجته وإقناعه أن يستصدر من المؤتمرين قرارا يصرح على رؤوس الإشهاد بوحدة مصر والسودان. ومما يجدر ذكره في هذا المقام أن عبد الخالق ثروت وزير الخارجية المصرية وقتئذ قال حين علم بنجاح الشيخ الظواهري في ذلك المؤتمر : «لم أكن أعلم أن الأزهر يخرج سفراء في السياسة».