سيبويه الأصفهاني ، وسيبويه المغربي ، وسيبويه المصري.
ثم انتقل إلى شيخهم سيبويه البصري إمام علماء البصرة ، وشيخ النحاة ، وأول من لقب بهذا اللقب ، فتحدث عن مولده ومكانه وتلاميذه والمناظرة التي كانت بينه وبين الكسائي.
سافر رحمه الله إلى فرنسا ، ونال منها أرفع درجاتها العلمية ، وعاش فيها عشر سنوات ، كان من المظنون أن تغير من عاداته ومن صلاته ومن مظهره ، وزيه ، ولكنه عاد إلى مصر حريصا على أخلاقه الإسلامية الرفيعة ، وكلفا بعاداته الطيبة التي ورثها من مصر المسلمة العريقة ، ومشوقا إلى زيه العربي الذي يميز علماء الأزهر ، فلم نره إلا معمما وفي جبة وقفطان ، وقد يستعيض عن الجبة المعطف السابغ الذي يسمى كاكولة.
ولم يكن يتعالم بمعرفته الفرنسية وبإجادته لها ، فيتكلف الرطانة بها حيث لا مسوغ لرطانة ، ويتصيد المفردات منها ليحشرها في حديثه حشرا حيث تسعفه الألفاظ العربية. وليس من عيب على العالم باللغات أن يستشهد بها ، وأن يستعين إذا ما مست حاجته أو دعت مناسبة أو كانت ثمة مقارنة واستشهاد.