قراءته مدى حين على يد بني النعمان الدين تعاقبوا في قضاء مصر حتى نهاية القرن الرابع. وكان للنعمان القيرواني كتب أخرى في فقه الإمامية (الشيعة) ذكر ابن زولاق مؤرخ المعز لدين الله أسماءها وهي كتاب «دعائم الإسلام» ، الذي عنى بتدريسه في الأزهر فيما بعد عناية خاصة ، وكتاب «اختلاف أصول المذاهب» وكتاب «الأخبار» وكتاب اختلاف الفقهاء» ومن المرجح أنها كانت تقرأ أو تدرس بالأزهر إلى جانب كتاب «الاقتصار» حتى أواخر القرن الرابع (١).
وقد انتهى إلينا بعض هذه المؤلفات الشيعية التي افتتحت بها الدعوة إلى دراسة فقه الإمامية بمصر. ويوجد بدار الكتب المصرية نسخة مصورة من المجلد الأول من كتاب «دعائم الإسلام» ، وعنوانه الكامل «دعائم الإسلام في الحلال والحرام والقضايا والأحكام ، من أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله». ويقول النعمان القيرواني في ديباجته : «إنه لما اضطربت الأحكام واختلفت المذاهب وانقلبت أوضاعها ، رأى عملا بقول رسول الله : «إذا ظهرت البدع في أمتي فليظهر العالم علمه» أن يضع كتابا جامعا مختصرا بما جاء عن الأئمة من أهل بيت رسول الله ، من جملة ما اختلف فيه الرواة عنهم في دعائم الإسلام ، وذكر الحلال والحرام ، والقضايا والأحكام ، وهذه الدعائم حسبما ورد عن الإمام جعفر ابن محمد الصادق هي «الولاية والطهارة والصلاة والزكاة والصوم والحج والجهاد» ، وهي الموضوعات التي يتناولها المجلد الأول من الكتاب.
وتوجد بدار الكتب نسخة مصورة قديمة من كتاب «الأخبار» أو «شرح الأخبار» ، وقد ذكر النعمان القيراني موضوعه وطريقة تأليفه في مقدمته فيما يأتي ، «آثرت منه الأخبار وجمعت منه الآثار في فضل الأئمة الأبرار حسبما وجدته ؛ وغاية ما أمكنني واستطعته ؛ فصححت ما بسطته في كتابي هذا وألفته ، بأن عرضته على ولي الأمر وصاحب الزمان
__________________
(١) ابن خلكان ج ٢ ص ٣١٩